مقالات

ايمن كبوش يكتب : مع فلوران ولكن بدون توهان.. !

قلت له: هذه ليست هي المرة الاولى التي يكسب فيها المدير الفني لفريق الهلال (فلوران ابينيجي) شوط المدربين.. مباراته امام الفلاح عطبرة قبل يومين اثنين.. ليست الاولى وقد سبقتها مباريات عديدة لم تكن فيها خيارات المدرب… هي الخيارات المثالية… لتأتي التعديلات في الحصة الثانية وتؤكد احقية معظم البدلاء في المشاركة الاساسية.

امام سان جورج الاثيوبي على ملعب بحر دار… تأخر الهلال بهدفين في نصف ساعة… اصر الكونغولي في الدفاع عن خياراته التي بدأت المباراة الى ما بعد الدقيقة الستين… فأخرج عبد الجليل اجاجون ووليد الشعلة ومحمد عبد الرحمن وصلاح عادل، مستعينا بعبد الرؤوف وياسر مزمل ومحمد المنذر وجون مانو.. أحدثت التغييرات نقلة ملحوظة في اداء الفريق فنجح في تقليص الفارق بهدف عبد الرؤوف الذي اعان الفريق كثيرا في لقاء الاياب بام درمان.

في ام درمان… بدأ ابينيجي المباراة بالتشكيلة التي اختتمت لقاء بحر دار… دفع بعبد الرؤوف منذ البداية.. وكذلك محمد المنذر كما اقحم لامين جارجو كاساسي ليشكل وجوده عنصر مفاجأة للاحباش.. فتحقق له ما اراد من لامين جارجو الذي فعل كل شيء في كرة القدم، مقابل خذلان كبير من روفا والمنذر فاضطر لاخراجهما والدفع باجاجون ليكمل المباراة بلاعب ارتكاز وحيد هو سنجوني وبجانبه اجاجون وامامهما اربعة مهاجمين هم الغربال وياسر مزمل وجارجو ومكابي وقد كان للتغييرات مفعولها في تحريك النتيجة بهدف مكابي الذي جاء من ركلة جزاء ارتكبت مع محمد عبد الرحمن في الدقائق الاخيرة.

لم تتوقف مغامرات فلوران ذهابا وايابا امام سان جورج الاثيوبي.. فقد كرر فعلته امام الشباب بدار السلام.. قطعت تشكيلة البداية نصف المشوار بالتعادل في الحصة الاولى.. ولكنها تقبلت هدفا مع انطلاقة الحصة الثانية مع وجود خلل فني واضح وتراجع مريع في الاداء خلال تلك الدقائق.. فجاءت التغييرات في وقتها تماما وتم الدفع بثلاثة لاعبين دفعة واحدة هم محمد عبد الرحمن وياسر مزمل وعبد الرؤوف فكسب الهلال الملعب ودانت له السيطرة خاصة بعد ان عدل النتيجة بهدف الغربال واضاع عددا من السوانح المضمونة.

كسر المدير الفني الكونغولي عادته في لقاء الاياب امام الشباب.. وانجز مهمته منذ الدقائق الاولى.. فلم يحتاح سوى لتعديلات تكتيكية في الحصة الثانية للمحافظة على النتيجة.. وكرر ذات الحال امام الامل حيث خلص على المواجهة مبكرا فجاءت تغييراته شكلية ليست ذات اثر على رتم الاداء بصورة عامة، بعدها تعرض المدير الفني للهلال لتجربة صعبة امام الفلاح بعطبرة وكاد ان يفقد النتيجة لولا تغييراته المنطقية التي اعادت له النقاط الكاملة.. كان دخول لامين جارجو هو مفتاح اللغز الضائع وكذلك عبد الجليل اجاجون… الا اننا نخلص الى ان كل الذي نقوله في هذه المساحة عن محاولات الكونغولي تقودنا الى انه مازال في مرحلة اكتشاف.. ومرحلة تنقيب وتقليب كل الاوراق المبعثرة امامه.. ولكن المشكلة الابرز الذي تواجهه من حين الى آخر.. هي ان معظم اللاعبين لا يقدمون مستويات ثابتة باستمرار.. خاصة اولئك الذين يشكل وجودهم عنصر قوة لشكل الفريق وسيطرته على الملعب، مازال المدرب حائرا في خانة لاعب الوسط الثالث ما بين اجاجون وعبد الرؤوف وكلاهما (مرة اه.. ومرة لا) بجانب الارتباك المحفوظ في الطرف الايمن.. ولكن في اعتقادي ان فلوران يتحمل جزء كبيرا من حالة توهان الدفاع الذي غاب عنه الطيب عبد الرازق بسبب الاصابة بعد ان بات يعيش افضل ايامه وكذلك سنجوني الذي نعتبره لاعب الارتكاز الوحيد في وسط يضج بالمحاور، كما لا نجد مبررا لابعاد اجاجون طالما انه بدا في التعافي.. وكذلك وليد الشعلة الذي نعتبره البديل الموضوعي والمنطقي للغربال محمد عبد الرحمن في خانة المهاجم الصريح.. مازال امام فلوران الكثير من الوقت قبل دوري المجموعات وسيكون الدوري محطة مهمة لاثبات الكثير من الحقائق المهمة ولكن قبل ان نغادر هذه المساحة ينبغي ان نسأل لجنة المسابقات بالاتحاد السوداني.. ماذا فعلتم في نهائي كاس السودان.. ؟! هل اصابكم الاحباط بصفعة الفرسان التي نالها المريخ.. ؟

فيء اخير

رئيس نادي كبير وافق على مضض على استمرار مدير فريقه الفني على رأس الجهاز الفني… وفي لحظة يأس قال لخاصته بطريقته الكوميدية: (شوفو… انتو المدرب ده قلتو يستمر.. خلاص يستمر.. لكن صاحبي الصحفي بتاع ينبغي وينبغي وينبغي ده ما بخلينا في حالنا)..

اذن.. ينبغي ان يقال المدرب اليوم قبل الغد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى