مقالات

عبد العليم مخاوي يكتب : واقعية فلوران

*تعرف المدرسة الواقعية بأنها مذهب أدبي يبتعد عن الخيال، ويختبر صدق الكلام من خلال مقارنة قربه للواقع، ويرى أصحاب هذا المنهج أن العالم بأكمله لا يتعلق بالإنسان بجميع أحواله، وتهتم بوصف الأشياء وصفًا دقيقًا كما هي تمامًا على ارض الواقع.
*ولعل المدير الفني للهلال ، الكنغولي فلوران ايبينجي يتبع هذه المدرسة الفلسفية من خلال الحوار الذي اجراه معه الموقع الرسمي لنادي الهلال امس الاول ، فالرجل كان واقعياً للحد البعيد وتحدث حديث العارفين عن كل ما يحيط بفريقه “الجديد” وفي نفس الوقت يسعى لتحقيق عديد الاهداف التي تعاقد من اجلها نادي الهلال معه.
*فالكنغولي كان صادقاً في حديثه عن تجربته مع الهلال حتى الان وقام بتحديد اهدافه التي يسعى للوصول اليها بنهاية الموسم التنافسي الجاري على المستويين المحلي والقاري بل إنه لم يقطع وعداً لانصار النادي بأنه يريد تحقيق الفوز بلقب دوري ابطال افريقيا وهو بالتالي يمضي بخطى حثيثة وثابتة نحو تحقيق الغايات التي تسعد القاعدة الجماهيرية الكبيرة للهلال.
*فلوران في مستهل حديثه تناول أمر صعود الفريق لمرحلة المجموعات بدوري ابطال افريقيا ووصفه بالهدف الاستراتيجي الاول الذي تحقق وهم بالتالي يعملون بجد وحققوا نتائج جيدة ويركزون في الفترة الحالية على الدوري الممتاز باعتبار ان مرحلة المجموعات لم تنطلق بعد وهدفه هو المحافظة على لقب الممتاز الذي حققه الهلال في الموسم الماضي للمرة الثانية توالياً .
*فلوران كان واضحاً وهو يشكو من سوء البيئة الرياضية بالبلاد من خلال ارضيات الملاعب السيئة التي سيجد الفريق نفسه مضطراً باللعب فيها إلا انه عاد وأكد بأن ذلك ليس عذراً وهم سيتعاملون مع هذا الامر بالشكل المطلوب.
الكنغولي تحدث عن الدوري الممتاز والصعوبات التي واجهها فريقه والمواجهات المنتظرة وسياسته لها و اعتبر ان عدم معرفته باندية الدوري الممتاز، تعد ضمن المصاعب التي يمكن ان يواجهها فريقه، بقوله: “المباريات القادمة في البطولة، ستكون صعبة بالنسبة لي لا اعرف مثل هذه الفرق التي اواجهها في الدوري جيدا، لكننا ندخل كل مباراة، من اجل الحصول على افضل نتيجة ممكنة وقال : عندما نريد الفوز بالبطولة، عليك اتباع سياسة اسميها – السنجاب – عليك ان تجمع وتجمع قدر الامكان، وتحصد النقاط وفي النهاية ستكون انت البطل”.
*ولعل في حديث فلوران العديد من الرسائل التي تقرأ من بين السطور للجمهور او الاعلام او للاعبين او حتى لادارة النادي ، فالرجل لا يريد القول بأنه سيتبع الاسلوب “التجاري” في كسب المباريات ولا يريد ان يطلق الوعود ويجعل الجماهير تعيش في “احلام وردية” بل يريد ان يقول للجميع إن عليكم ان تصبروا على هذا الفريق وتدعوه يعمل حتى يحقق امالكم وتطلعاتكم.
*لم يقلها فلوران بشكل مباشر إلا اننا نقرأ الرسائل الضمنية فالرجل يجتهد بشكل كبير في خلق فرقة قوية للهلال تعينه على قهر الصعاب وتخطي المستحيل ، إلا ان صناعة الفريق القوي لن يكون بين يومٍ وليلة بل يحتاج الى الصبر واللتزام وشحذ همم اللاعبين ودفعهم لتقديم افضل ما عندهم من اجل تحقيق هذا الهدف المنشود.
*لذا فإنه على كل مكونات نادي الهلال الادارية والجماهيرية والاعلامية ان تتعامل مع ما قاله الكنغولي فلوران بالشكل المطلوب وان ندعم الهلال كل في موقعه حتى يحقق الفريق آمال وتطلعات شعب الهلال.
*ولعل ابرز ما اعجبني في ختام حوار فلوران شكره للجماهير بقوله : أود ان اشكرهم كثيراً مع بداية المباريات الودية، حضروا باعداد كبيرة، لقد ملأوا الملعب وقاموا بتشجيع الفريق، من اجل ان نحقق الفوز لذلك هم جزء مهم، يدفعنا للامام ولن نحقق الفوز بدونهم، لقد فزنا بفضل جماهيرنا لذا اطلب منهم ان يتواجدوا معنا في جميع المباريات، ويملأوا الملعب ويقوموا بتشجيعنا كما يفعلون دائما، على غرار ما يفعله الاولتراس، الذين يتواجدون معنا دائما ويهتفون من البداية وحتى النهاية، لذا اذا فعلوا ذلك، بالتأكيد سنحقق الانتصار في العديد من المباريات، وسنكون سعداء والهلال بأكمله سعيد، لذلك يجب ان نتكاتف سويا ونكون جميعا معا”.
*فلوران نجح في اقتحام قلوب جماهير الهلال بواقعيته التي تحدث بها في اول حوار تلفزيوني بعد فترة ليست بالقصيرة لم يدغدغ مشاعر الانصار بالوعود السراب ولم يجزم بتحقيق فريقه لقب دوري الابطال في نسخته الحالية لانه مدرب “محترم” ومحترف يعي ما يقول ومتى يقول.
*اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى