مقالات

كمال الهِدَي يكتب : مالنا ومال ندى وهدى .. ؟!!

▪️ثلاثة موضوعات تشغل الناس هذه الأيام.، وكالعادة ما كانت تستحق منا ولا دقيقة تفكير دع عنك أن تُكتب حولها البوستات، ويهدر الناس طاقات ووقت ثمين في مناقشتها ما بين مؤيد لهذا الطرف أو مناهض لذاك.

. ولو لا احساسي وقناعتي الراسخة بأن هناك دائماً من يرسمون ويخططون لشغل أهلنا بتوافه الأمور لما تطرقت لهذه المواضيع، لكنني أرى أن واجب كاتب الرأي يفرض عليه عدم ترك أي شاردة أو واردة متى ما شعر بأن الهدف من وراء ما يُثار هو صرف الأنظار عن ما هو أهم حتى لا تكون الكتابة (منظرة ساي).

. وما يدفعني للكتابة حول مثل هذه المواضيع وشغل (الأمنجية) ده أن بعضنا ينفعلون عاطفياً بسرعة البرق لدرجة دفاعهم في أوقات كثيرة عن الشخص الخطأ، أو الخلط بين العام والخاص.

. أول هذه المواضيع هو ما يُثار حول خلاف بين رئيس الهلال وشخصية يقال عنها (نافذة) .

. ما شأننا نحن كأهلة وكشعب سوداني بمثل هذه الخلافات بالله عليكم!

. هل لأن ” السوباط خط أحمر”!

. وطبعاً دي عبارة عاطفية لا مكان لها من الإعراب عند من يقيسون الأمور بميزان العقل.

. بالنسبة لي شخصياً لا هو خط أحمر ولا هو رمز الهلال كما يروج البعض لكي يصيبنا الخوف ونقول ” نعم رئيس الهلال يجب ان ندافع عنه”.

. “رمز الهلال” عبارة كبيرة تعني الكثير مما يفتقده السوباط وغيره ممن ترأسوا ( مؤخراً) نادي الحركة الوطنية (الذي كان كذلك).

. هو الرئيس الحالي الذي وضعته ظروف محددة في هذا المنصب لا أكثر.

. وليس صحيحاً أن الحرب ضده يُقصد بها الهلال كما يتوهم البعض أو يحاولون من خلال مثل هذه العبارات جر الأهلة لمعارك لا تعنيهم في شيء.

. القائمون على أمر البلاد في زمن الهوان الذي نعيشه لا يخوضون حروباً لا مع الأهلة ولا مع المريخاب، بل يوظفون كل شيء ويسخرون المال ويهيئون الظروف التي تشغل الناس بالكرة لدرجة تنسيهم مشاكلهم الكبيرة، فأرجو ألا ننجر وراء الأوهام.

. والغريب في الأمر أن بعض من يلمحون لوجود خلاف بين السوباط والشخصية النافذة (المفترضة) هم أنفسهم عملوا مع هذه الشخصية التي يفترضون أنها نافذة.

. وهذا يبين لصاحب العقل أن الأمر كله إلهاء لا أكثر.

. فجميعهم في خندق واحد ولا فرق عندي بينهم، ولهذا لا اتعاطف مع شخص لمجرد أنه صار إدارياً في الهلال أو غيره، وليحلوا مشاكلهم وخلافاتهم التي لا تعنينا في شيء بعيداً عنا وعن كيانات ارتبطنا بها منذ أن فتحنا على هذه الدنيا.

. أما الموضوع الثاني فهو الخلاف بين مطربتين لا وقفتا إلى جانب ثورة السودانيين ولا تعاطفتا مع أمهات الشهداء، ولا أقامتا حفلات لعلاج جرحى، بل خدمتا نظام الكيزان وساهمتا في شغل وإلهاء الشباب طوال السنوات الماضية.

. ولو نسيتم دعوني أذكركم بموقف هدى عربي من إقالة مدير قناة النيل الأزرق في وقت كنا نتمنى فيه أن يكون وزير الإعلام في حكومة دكتور حمدوك علي قدر التضحيات لينظف الوسط الإعلامي من الكيزان حتى لا تحدث الردة التي نعاني منها الآن.

. فقد دافعت هدى وقتها عن (الجنرال) بإستماتة لأنه ساهم ببرنامج قناته (أغاني أغاني) الذي كان يؤدي دوراً داعماً للكيزان في ظهور هذه الهدى.

. وندى عندما كان شبابنا يعانون ويواجهون الرصاص أثناء اعتصامهم انشغلت بالغناء لحرم أحد الرؤساء الأفارقة وتلقي (النقطة) بالدولار وكانت ترسل صورها تلك عبر الميديا بلا حياء.

. فمالنا نحن أيضاً بمن تأخذ فرصة الأخرى فيهن في أوبريت غنائي عربي!

. وما (طعم) الأوبريت نفسه وجُل هؤلاء العرب (أعني الجهات الرسمية) يقفون مع قتلة شعبنا وناهبي ثرواته ويساهم بعضهم بصورة مباشرة في إجهاض ثورة ديسمبر!!

. ولو أن المنشغلين بالأمر قالوا أن الأحق بأي مشاركة خارجية هي نانسي عجاج كما ذكر الأخ سيف الدين القاضي في تعقيب له على بوست لي بالفيس بوك لما قلنا شيئاً.

. فنانسي صاحبة مواقف مشرفة، أما أن يضيع أهلنا وقتهم في صراع بين وجهين لعملة واحدة فهذا ما لا نرضاه.

. من يطرب لأي مغنية بلا موقف حر في قناعاته، فالناس يختلفون في رؤاهم، لكن ليته يفعل دون الخوض في معارك لا تعنيه.

. عن نفسي لا أطلق لقب فنان على مغنٍ أو مغنية بلا موقف داعم لقضايا شعبه/ا الكبيرة ولا أستمع له.

. وقد لا تصدق عزيزي القاريء إن قلت أنني حتي يومنا هذا لم أسمع أغنية كاملة لندى، النصري أو هدى بإستناء ” السميح القمرة” التي جذبني إيقاعها أول مرة وما كنت أعلم أن المؤدية هي هدى.

. مؤدٍ وليس فناناً من لا يشعر بمعاناة أهله ويسخر بعض وقته وجهده لقضاياهم، وهو/هي ليس جديراً بأن أضيع ولو دقائق لدعمه بالاستماع، لكن الناس يختلفون في أذواقهم ومفاهيمهم كما أسلفت.

. أما الموضوع الفارغ الأخير فهو ترحيب المطرب النصري بعودة صلاح قوش.

. وهذا ليس أول موقف مخزٍ للنصري تجاه الثورة حتى يُثار أمره بكل هذا الانفغال لكن الظاهر إننا سريعي النسيان.

. وللذكرى قوش نفسه نُشر له فيديو وسط أهله مع بدايات السقوط قال لهم فيه ” جيت أنوركم بأننا تنازلنا وسنختفي من المشهد لحين لكننا موجودون وسوف نعود” ولمن أراد سماع كامل كلماته التي لا أذكرها كلها الآن أن يبحث عن الفيديو في اليوتيوب.

. أرجو مجدداً أن نكف عن إهدار وقتنا وطاقاتنا فيما لا يفيد ولا ينفع وأن نركز أكثر علي قضايانا الرئيسة.

https://www.facebook.com/hadir.almudarajat

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى