تسديدات متقنة

إدريس عبد المتعال يكتب : قمة البؤس


▪️ أتناول كثيرا عبر هذه المساحة (الكرة السودانية) قضاياها ومشكلاتها وهمومها في محاولة للإجابة على الأسئلة الكبري بشأنها ومخاطبة جذور أزماتها متجاوزا الكثير من تفاصيل الراهن بإعتباره (إمتداد تاريخي) لقصة قديمة
▪️تناولت الأسبوع الماضي (اكتئاب ما بعد المونديال) وقلت (أن عشاق الساحرة المستديرة في السودان هم الأكثر عرضة للإصابة بحالة (إكتئاب ما بعد المونديال) والأكثر تأثرا بإنتهاء متعة و إبهار المونديال والعودة للعك الكروي المحلي وإن عودة مشجع كرة القدم في السودان (الغلبان) لمتابعة الدوري الذي يطلق عليه وصف (الممتاز) كــ (تعبير مجازي) بعد المونديال أمر يسبب الحسرة والإحباط وقلت أن رجوع المشجع السوداني بعد المونديال لمتابعة بطولة الدوري الممتاز (العنوان العريض للفشل الفني والإداري) ومشاهدة مباريات البطولة عبر البث التلفزيوني (الرديء) هو الإكتئاب بعينه ..
▪️إنتهى المونديال وإنتهت فواصل المتعة والإثارة والأجواء الحماسية الرائعة وعدنا وعاد الجمهور السوداني للإكتئاب والفقر الذي تسرب إلى جميع المسامات
▪️ جاءت (قمة البؤس) بين الهلال والمريخ تحكي واقعنا المرير وتجسد معاناة الكرة السودانية وازماتها المزمنة
▪️لم تكن مباراة في كرة القدم أتساءل لماذا لم تحول هذه المباراة إلى استاد (المصارعة الشعبية) بالحاج يوسف لتكون مباراة الموسم في دوري المصارعة هناك ؟؟؟
▪️مباراة الخميس من أسوأ مباريات هلال مريخ ولم نشاهد طوال الـ 90 دقيقة من عمر اللقاء شيئا يعبر عن الوصف الشائع للمباراة بأنها (قمة)
▪️مباراة (متواضعة) و (باهتة) غاب فيها الأداء واللمسات الفنية وشاهدنا اشباح في الملعب بينهم من جاء من خارج الحدود ويقبض مستحقاته المالية بالدولار
▪️مباراة عنوانها التوتر والشد العصبي و اللعب على الأجسام أمام أنظار حكم ضعيف المستوى والقرار
▪️المباراة لم تخرج (سلبية) في نتيجتها فقط بل كانت سلبية بالمستوى الفني للاعبين وسلبية بالأداء المهزوز للحكم وسلبية بسلوك الجمهور في المدرجات
▪️ لا أدري عن أي مباراة كانوا يتحدثون من كتبوا عن مستوى جيد قدمه الهلال أو المريخ وعن نجوم سطعت وتألقت من الفريقين وعن فرص تطايرت أمام المرمى
▪️مباراة الديربي أظهرت سوء الأوضاع الفنية في الهلال والمريخ وكشفت أن الفريقين سيكونا (ضيف خفيف) على مجموعات دوري الأبطال الإفريقي ما لم يحدث جديد (بعيد)
▪️ إنكشف المستور وبانت الحقيقة وبدأ الكساد يضرب (سوق الأوهام) وقريبا يصيب البوار بضاعة إعلام (المكياج) ويستيقظ الجميع من غفوتهم وبدأ ذلك فعليا بالعزوف الجماهيري الملحوظ في مدرجات مباراة الديربي التي كان يحتشد الجمهور بكثافة لمشاهدتها من داخل الملعب منذ وقت مبكر
▪️ طريق الكرة السودانية نحو الإصلاح طويل وشاق ولا يمكن الوصول إليه حاليا لذلك نطالب القائمين على الأمر في الهلال والمريخ والأجهزة الفنية انقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المرحلة قبل إنطلاق مشوار الفريقين في دوري أبطال إفريقيا مرحلة المجموعات
▪️أخشى ان يكون الخروج بأقل الخسائر طموح الهلال والمريخ في قادم المواعيد الإفريقية
▪️سترك يارب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى