مقالات

كمال الهِدَي يكتب : اشتغلوا صاح

. اشتغلوا صاح يا مجلس الهلال لكي ندعمكم بالرغم من اختلافنا المبدئي مع مواقفكم والطريقة التي أتيتم بها.

. فبعيداً عن مواقفكم السياسية وتماهيكم مع القتلة والمفسدين لا يزال أداء مجلسكم بعيداً كل البعد عن الصواب.

. أعلم أن الكثير من أفراد مجالس إدارات أنديتنا الكبيرة يركزون على عاطفة الجماهير لذلك يقدمون على كل ما يدغدغ هذه العاطفة غاضين الطرف عن مستقبل فرق الكرة.

. كل ما يُكتب ويقال عن اجتهاد العليقي أو غيره لتقديم مشروع مختلف ليس أكثر من تطبيل وخداع لجماهير الهلال.

. فمنذ اليوم الأول للإعلان عن ما أسموه مشروع العليقي – وكأن العليقي أحد خبراء الكرة في بلدنا- توقعت أن تكون تسجيلات (الجملة) التي استهل بها هذا المجلس فترته الأولى والأخيرة لفترة عامين على الأقل, بعد أن تعاقدوا مع كل نجوم التسجيلات آنذاك.

. لكن المؤسف أننا سمعنا عن احلال وابدال قبل أن تكمل (كوتة) أولئك اللاعبين الستة أشهر الأولى.

. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف الشطب والتسجيل، فكيف يمكن تطوير مشروع فريق كرة قدم يتغير لاعبوه كل ستة أشهر!

. وكيف يريد صاحب المشروع إنجاز مهمته (المفترضة) وهو يتملص من بقية مسئولياته في المجلس ويقول ” ده ما سمعت بيهو وداك ما عندي عنه فكرة”!

. النادي منظومة متكاملة ونائب الرئيس فيه لابد أن يتصدى لمسئوليات أخرى عديدة – سيما في وجود رئيس غائب – وإلا فكيف ستظهر لمشروع العليقي أو غيره أي ملامح حتى لو سجلوا خيرة لاعبي العالم!

. ما يحدث في الهلال حالياً لا يختلف عن ما شهدناه خلال فترة الكاردينال.

. اختلفوا اختلافاً طفيفاً في أسلوب التعامل مع الجمهور وبعض الملفات الأخرى، لكنهم اتفقوا معه تماماً في إيجاد هتيفة وأقلام تطبل للا شيء.

. فليس كل ما يلمع ذهباً.

. الحديث مثلاً عن رضوخ المجلس لرغبة المسؤولين في الدولة والاتحاد والمريخ لأداء مباريات المريخ مبارياته الأفريقية بإستاد الهلال مقابل تنازلات مثل إسقاط العقوبة عن اللاعب الصيني ليس بالأمر الجيد الذي يجعلنا نصفق للمجلس ونصفه ب (القوي) إلا إذا أصبحنا هتيفة أو سذجاً.

. العكس هو الصحيح، فمثل هذه الخطوة يفترض أن تواجه بالرفض والشجب الشديد، لكن ماذا نقول فيمن لا ينظرون إلا تحت أقدامهم فقط.

. القبول والفرح بتطويع القوانين الذي قد يستفيد منه الهلال اليوم سيتضرر منه بكل تأكيد غداً.

. ثم إنني أستغرب كيف يحلو للأهلة ترديد عبارات تعبر عن فخرهم بالتزام هذه المؤسسة بالقيم والمباديء والأخلاق وفي ذات الوقت يفرحون إن تخلت مجموعة الفساد في الاتحاد عن القوانين وقدموا تنازلات لا أخلاقية لحل مشكلة للمريخ او غيره.

. وهل سيحل الصيني كل مشاكل الفريق الفنية حتى نسعد بأن تكسر القوانين لأجله!

. وهو لو أصلاً بهذه الكفاءة والمكانة الكبيرة كان عرض نفسه للعقوبة!

. ماذا أصابكم يا أهلة، وما هذه اللوثة في العقول التي باتت سمة للكثيرين في هذا البلد!

. أتحفظ أيضاً حول الفرح والثقة المفرطة في المدرب.

. صحيح أنه رجل مؤهل، كما أنني لست ممن يسعدون بالتغيير المستمر للمدربين وتعليق كل الاخطاء عليهم، إلا أنني ألاحظ أيضاً أن الحركة في كشف اللاعبين لم تتوقف.

. وظني أن التسجيلات الإدارية ما تزال مستمرة، وحالة الصيني نفسها يمكن أن تكون نموذجاً يدعم ظني هذا.

. أما الحديث عن الناشئين والشباب في الهلال والاختبارات التي هلل لها الكثيرون أمس الأَول فأمر أرفع له أكثر من حاجب دهشة.

. وده قطاع تلمست بتجربة سابقة مدى الفوضى فيه، وكتبت حول ضعف الاهتمام الذي تلاقيه هذه الشريحة التي تستخدم ايضاً في دعاية مبتذلة للمجلس.

. ولو كان هناك اهتمام حقيقي بالناشئين والشباب لما سمعنا عن ضم لاعبين جدد للفريق الأول كل ستة أشهر.

. فالأندية الجادة تهتم بناشئيها وشبابها لكي يدعموا الفريق الأول لا لإيجاد مجموعة من (الطبالة) ليروجوا ليل نهار لاهتمام غير موجود بهذه الشريحة.

. والمضحك أن نفس من يهللون للإهتمام ( المُتوهم) بهذه الشريحة في الهلال لا يتوقفون عن تقديم الأسماء المرشحة للكشف من لاعبين محليين وأجانب.

. ألم أقل لكم أن لوثة عقول (جامدة) قد أصابتنا في هذا السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى