مقالات

لص المعادن

بقلم : طه عثمان اسحق

مبارك اردول (لص المعادن) كتم مثلها ومثل مدن دارفور الاخرى لم تنزف اليوم فقط بل بدأت النزيف منذ ٢٠٠٣ وكل ابناء كتم في ذاكرتهم فضائح الجنجويد واحداثه بتاريخ ٥ مارس ٢٠٠٣ التي تم تسليحها ودعمها بواسطة الجيش انذاك لتنفيذ اجندة النظام السابق وتحويل الثورة المسلحة في دارفور لنزاع بين مكونات الاقليم على أساس عرقي (زرقة وعرب) وبسبب هذا التقسيم واجندة النظام السابق و أجهزته الأمنية والعسكرية تم قتل ما يزيد من ٣٠٠ الف وحرق القرى والمدن ولا تزال معسكرات اللجوء والنزوح والنزيف مستمر،
وما نعيشه اليوم من حرب لعينة هو امتداد لاجندة النظام السابق والتي تم تنفيذها بواسطتكم، وذلك بتهيئة المناخ والتآمر على الثورة التي فتحت لك ابوابها واستقبلتك حينما طردك المكون العسكري، وحينما عدت اصبحت تتحرك وفقاً لاجندتهم واجندة النظام السابق وتحالفت معهم ضد الثورة وذلك بانقلاب ٢٥ اكتوبر مع حليفك حينها الدعم السريع والجيش، معتقداً بان الثورة انتهت وتم مواجهة انقلابك الفاشل حتى تراجع المكون العسكري واعترف قائد الدعم السريع بان ذلك الانقلاب خطأ وتم توقيع اتفاق اطاري ينهي الانقلاب ويعيد السلطة المدنية، ولكن انت وحلفاءك من النظام السابق وتصريحاتكم المنشورة عملتم بكل ما تملكوا من اجل قطع الطريق أمام عودة المسار الديمقراطي وذلك باشعال الحرب الدائرة الان.

انا موقفي من الحرب الدائرة الان واضح وهو أنها حرب اشعلها النظام السابق بالوقيعة بين الجيش والدعم السريع، ليس من اجل الجيش الواحد او دمج الدعم السريع بل من اجل عودتهم للسلطة حتى ولو كان الثمن حرق البلاد أو على جثث الشعب وانت شريك في ذلك، وبالتالي موقفي الثابت هو ايقاف الحرب وحل قضية الوصول لجيش واحد والاصلاح العسكري بالحل السياسي وليس بالحرب او تشجيع طرف على مواصلة الحرب.

الأحداث التي وقعت في كتم اذا كانت من قوات الدعم السريع مدانة واذا كانت من الجنجويد ايضاً مدانة لأن انا عشت في دارفور وابن كتم وأعرف تفاصيل التفاصيل، ولايزال في دارفور هنالك قوات جنجويد يستخدمها عناصر النظام السابق واجهزته الامنية لارتكاب جرائم ضد المواطنين حتى يعود الوضع في دارفور للعام ٢٠٠٣ ولكنها بشكل مختلف، صديق الأمس هو عدو اليوم وعدو الأمس هو صديق اليوم ومن ثم غياب دور الدولة عمداً ودعوة المواطن المسكين من اجل التسليح لاغراض الحماية ومن بعده ادخاله في حرب اهلية شبيهة بما حدث في دارفور ، والاحداث ما بعد الثورة خير دليل على ذلك وانا كنت ضمن وفد ذهب لمعالجة أحداث حدثت في دارفور خلال الفترة الانتقالية (نيرتتي ، فتابرنو ، كبكابية ، فريضة ، الجنينة ) كل تلك الاحداث الماساوية كان عناصر النظام السابق داخل الأجهزة الأمنية في دارفور هي السبب المباشر في اشعالها.

انا يا (لص المعادن) أرفض وأدين اي انتهاك ضد أي مواطن سوداني حدث بسبب الحرب اللعينة تم بواسطة الجيش او الدعم السريع سواء تم في كتم او الخرطوم او زالنجي او الجنينة او الفاشر ، الدم السوداني واحد و القضية قضية بلد اسمه السودان، احداث كتم ماهي الا نتيجة لأزمة سياسية مكانها ليس كتم ولا حلولها في كتم، وليس أنا الشخص الذي يبني موقفه فقط حينما يتعرض لانتهاك شخصي او يتالم فقط حينما يتعلق الأمر بمنطقته او بيته، انا مثلي مثل كثير من ابناء الشعب السوداني أحلم بوطن واحد يسعنا جميعاً دون امراض الماضي البغيض وهذا ما اعمل من اجله وسوف يتحقق، اذا كانت الدوافع الشخصية هي ما يحركني، فانكم بعد انقلابكم في ٢٥ اكتوبر مع حليفك المكون العسكري ومن خلفه النظام السابق حاولتم اغتيالي وتم قتل اخي مصطفى رحمة الله عليه وتم اعتقالي، ولكن خرجت ولم ابحث عن الثار الشخصي ولكن خرجت مع ابناء شعبي لأعمل من آجل انهاء انقلابكم وعودة المسار الديمقراطي وكنت ممثل للمدنيين للتواصل مع العسكريين من اجل الوصول لانهاء الانقلاب وقد كان أول خطواته الاتفاق الاطاري، الان حينما بدات الحرب في ١٥ ابريل لم أهرب خارج البلاد وأنا موجود ومتواصل مع طرفي الحرب من اجل ايقافها، دون تشجيع طرف على استمرار الحرب وهذا دوري وواجبي.

سيظل موقفي واضحاً وسأتمسك بايقاف الحرب وبناء جيش واحد مهني قومي يراعي التنوع و التعدد وابتعاده من السياسة واصلاح الموسسة الامنية والعسكرية وتفكيك عناصر النظام السابق من داخلها، وكذلك ارفض دعوة التسليح بل اعمل من اجل نزع السلاح وعودة موسسات الدولة وحماية اهلي و السودانيين من ان يكونوا جزء من محرقة لاجندة النظام السابق تحت اي دعاوي كانت.

لص المعادن هذه ليست تهمة او ادعاء مني، فقد اتيت الي في المنزل وطلبت مني ان احميك من صلاح مناع وقلت لي ان “صلاح قاصدك و بتهمك دون دليل” حينها كنت في التفكيك وقلت لك اذا تجنى صلاح مناع فسأقف معك وسأعمل على أن يحاكم صلاح ويسجن، واذا صلاح على حق سأقف مع صلاح وسأعمل على محاكمتك وسجنك، ومن حينها لم تعد مرة اخرى وتم فتح بلاغ في مواجهتك ولكن انقلاب ٢٥ اكتوبر اوقف الاجراءات.
ومرة اخرى اتصلت علي بعد الحادث المشهور بخصوص خطابك لشركات المعادن وطلبت مني التدخل والحديث مع خالد عمر الذي واجهك في مجلس الوزراء ووقف ضد ممارساتك الفاسدة وقلت لك موقف خالد سليم وانت تستحق الفصل.
يا لص المعادن انا لا اريد أن انصرف لمعارك جانبية معك الان، ولكن سوف تنتهي الحرب وسيكون مكانك الطبيعي غياهب السجون بسبب الرشاوي والفساد.

اخيراً القاتل والمقتول في كتم كلهم ضحايا استغلال لاجندة هم ليسوا طرفاً فيها، و هم ايضاً ضحايا لغياب التنمية والمواطنة متساوية ولازمة سياسية وسوف اعمل ما استطيع من اجل انقاذهم من الاستغلال السياسي واستخدامهم كادوات تخدم اجندة الاخرين مقابل حرقهم وقتلهم لبعضهم البعض.

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02Z6yY3W8LpMwZouLUCRbz4w79hm5YXkYTrBxZjRHaosZYb8h4TkjQbCxBf2LmFxFjl&id=100036079987244&mibextid=qC1gEa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى