أحمد عجب الدور يكتب : المحكمة التالتة
يتعجب معظم المثقفين من المحبة و الإنتشار التي تجده الأفلام الهندية وتجدهم يمصمصون شفهاهم ويمطونها ويصفون شعبهم بالجهل.
يا سادتي الفقراء والمستضعفين يحبون الأفلام الهندية لأنها المكان الوحيد الذي يرون فيها إنتصار الخير على الشر وإنتصار الابطال عياناً ولا يتركهم المخرج لنهايات مفتوحة تشحذ تفكيرهم.
يذهبون للنوم برضا كامل وينهضون صباحاً للمعافرة من أجل البقاء
مازلت أذكر فيلم (دهرمندرا) الشهير ونحن في المرحلة الثانوية نستعرض فتوتنا اخر كل أسبوع كيف لا ونحن أبناء خورطقت العريقة نبتدأ المساء بدخول السينما وننتهي إلى حكايات سعيدة في أطراف المدينة
علق بذاكرتي تجاوب الجمهور الكبير مع (دهرمندرا) في فيلم المحكمة الثالثة، وهو ضابط بوليس نظيف عجز عن تطبيق القانون لفساد المؤسسات العدلية ونفوذ الساسة اللصوص، فأختار الاستقالة وأخذ القانون بيده وهذا خطأ فادح قانونياً ولكنه خلاصته تطبيق العدالة.
كان (دهرمندرا) عندما ينفذ القانون في شخص إعداماً او أخذاً لأمواله يترك ورقة مطبوعة مكتوب عليها هذه المحكمة الثالثة، في إشارة لعجز المحكمة الأولى وقاضيها وتأكيد الحكم في المحكمة العليا وكانت محبة الجمهور وتجاوبه عظيمة ولا سيما جمهور الشعبي الذي كان يقف مع كل مشهد قصاص بالصفافير وهتاف( ديني أنا ياخ) .
فشلت الحكومة الانتقالية في تطبيق العدالة بسبب مراوغة العسكر وضعف المدنيين، كافحت لجنة التفكيك وحيدة من أجل استرداد الأموال ولكنها لم تحرز تقدماً يذكر ولم تقنع أحد بأنها استردت كل المال الذي نهب، وظل ظمأ الناس للعدالة يكبر ويزداد كل يوم .
وعندما اندلعت الحرب هجم جمهورالشعبي(الذي يدخلون السينما مدرجات شعبية) من أحزمة الخرطوم المضطهدة نحو خرطوم لما يراها من قبل ،دخل المولات والبنوك وحتى بيوت الطبقة الوسطى التي بنت منازلها بمشقة عظيمة واخذوا كل شيء وكان في ذاكرتهم المحكمة الثالثة وبطلهم المحبوب (دهرمندرا ) وهتاف( ديني ياخ ) ،تضررت آلاف الأسر الشريفة التي ليس لها ذنب سوى أنها غضت الطرف عن كل الاختلالات العميقة التي تحيط بها يومها أطلق الدكتور حسن مكي صرخة تحذير عن تلك الأحزمة الفقيرة التي تنمو وتتعملق مطوقة الخرطوم.
المثقفون في حيرة من أمرهم يهربون للعبارة الشهيرة من أين جاء هولاء
جاءوا من سؤال أيهما اهم القانون ام العدالة؟