سياسة محلية

أفورقي للبرهان: أدعمك بشرط


الخرطوم : أنس عبدالوهاب / Sudan2day

عندما تعلن شخصية بارزة عن دعمها لزعيم سياسي آخر، فإن هذا يعني أن هناك تحالفًا سياسيًا يتشكل وتوجهًا جديدًا في الساحة السودانية، وهذا بالضبط ما حدث عندما اجتمع الرئيس أسياس أفورقي وتسربت أحاديث دعمه للبرهان، واضعاً عدة نقاط رئيسية تستحق المناقشة في هذا السياق.

أولًا: وقبل كل شيء يعكس دعم أفورقي للبرهان المستقبل السياسي للسودان، إذا كانت هناك شخصية بارزة مثل أفورقي تؤيد البرهان، فإن ذلك يعطي البرهان نوعًا من الشرعية والقوة السياسية اللازمة التي يبحث عنها البرهان بعد خروجه من مخبئه لتنفيذ رؤيته السياسية وجعلها واقعًا.

ثانيًا: تطلب هذا الدعم التفكير في المصالح المشتركة بين أفورقي والبرهان، من المعروف أن الحزب المحلول كان ينشط في ولاية كسلا برئاسة إبراهيم محمود حامد وكان يتعاون مع جماعة الجهاد الارترية، يبدو أن هذه العلاقة تزعج أفورقي أيما إزعاج، وهذا يشير إلى أنه قد يكون هناك توجهًا لحسم الأمور في تلك المنطقة بقوة مشتركة وتنسيق أمني عالي كما رشح، وقد يكون لدعم أفورقي للبرهان تأثير على هذه العلاقة وقد يرغب البرهان في الحد من تأثير الحزب المحلول وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

ثالثًا: يعكس دعم أفورقي أيضًا رغبته في تحقيق السلام والاستقرار في السودان لأن الحرب انعكست بأزمات وضوائق اقتصادية على حكومته، كما أن البرهان بتحركه هذا يعتقد أنه قد حقق تقدمًا كبيرًا في جعل السلام واقعًا في البلاد رغم حديثه الميداني عن استمرار الحرب حتى آخر جندي، وهذا الخيار التفاوضي ما يدعمه أفورقي بشدة، وهناك عدة مبادرات واتفاقيات سلام تم التوصل إليها بين الحكومة والجماعات المسلحة، شهدت العاصمة الارترية إحداها وهي اتفاقية أسمرا، وهذا يعني أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق الاستقرار والتقدم في السودان، وأن إرتريا قدمت شيكا مشروطا بأداء خدمة حدودية في محاربة الجماعات المتطرفة.

رابعًا: من الواضح أن هناك تحولًا جديدًا قادما في الساحة السياسية السودانية، والذي يمكن أن يؤدي إلى مستقبل أكثر استقرارًا ووحدة في البلاد، فقد أظهر البرهان في هذه الزيارة تأكيده التام على المضي في السلام رغبة في تشكيل تحالفات قوية وجلب دعم الشخصيات البارزة في المحيط الإقليمي تجنبا لأي احتمال بالتصويت على التدخل في الشأن السوداني مستقبلا، وهذا يعني أنه قد يكون لديه القدرة على تحقيق مزيد من التغييرات الإيجابية في السودان.

أخيرا: يمكن القول إن دعم أفورقي للبرهان يعزز فرص تحقيق السلام والاستقرار في السودان، ومع ضمان دور للقوات المسلحة مستقبلا، في حال أكدت قيادة الجيش فعلا لا قولا فك ارتباطها، وتنظيم الحركة الإسلامية، وتصميم عملية سياسية كيفما اتفق وليس بالضرورة أن تكون ديمقراطية، شريطة أن يكون جماعات الإسلام السياسي بمنأى تلك العملية، ومن مؤشرات هذه الزيارة تلاشي التوتر والتحفظ وتأكيد استمرار التواصل والتفاهم المشترك ودعم جهود تحقيق السلام في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى