تقارير سياسية

براغماتية البرهان (العلماني).. وانقضاء (شهور عسل) النظام البائد

الخرطوم : إبراهيم محمد / Sudan2day

لم يساورني الشك مطلقاً في صحة نبأ مقابلة قائد عام الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان برئيس الحركة الشعبية_شمال جناح الحلو، القائد عبد العزيز الحلو، في العاصمة الاريترية أسمرا، وما دار بينهما من نقاش تمركز بشكل رئيسي حول ابعاد تنظيم الإخوان المسلمين وحزبه المحلول من المشهد السياسي السوداني، و ارتضاء العلمانية نظاما للبلاد، مقابل مشاركة الحلو بقواته في حرب ١٥ ابريل إلى جانب البرهان الذي استنفر الجميع للقتال معه، ولم يتبقى له سوى الجلوس لطوب الأرض عسى ولعل أن ينخرط معه في القتال الذي يستهدف به تقوية وضعية قواته ميدانيا قبل الذهاب إلى جدة في ثوب المنتصر.
محطة اللقاء ذات أهمية كبرى، تعضد ما راج حول مقايضة البرهان للحلو، باستئصال شأفة فلول نظام الإنقاذ البائد بشكل كلي، فالعاصمة الاريتيرية تنامى لعلمها ما أحيك في اقرب المدن السودانية ضدها، بإشراك مجموعة احمد هارون لجماعات إسلامية متطرفة في اجتماعات مكثفة للمشاركة في الحرب السودانية، بينها عناصر لتنظيم الشباب الصومالي، لكن أبرزها في أجندة أسمرا جماعة الإصلاح المنبثقة عن حركة الجهاد الاريتري، والتي تشكل الخصم اللدود لقادة أسمرا، و الصداع الدائم للدولة الجارة، وهو أمر لا يمكن لأسمرا أن تتسامح معه، بل لهذا الأمر قد تحرك قواتها لضرب هذه الجماعة، لذا كانت مخرجات تلك الاجتماعات حاضرة في لقاء البرهان و افورقي، أتبعها البرهان المعلوم عنه براغماتية مفرطة، بلقاء طويل في ضاحية ترافولي الفخمة في العاصمة الاريترية، ليضع مباشرة أمام الحلو خيار الضرب بيد من حديد لاعدائه القدامى المتجددين، فلول النظام البائد، ما يشئ بصفعة جديدة من البرهان للإسلاميين، ستضعه في موقف جديد، يحاول به تكثيف الزخم حول نفسه بتحقيق أحد احلام شباب ثورة ديسمبر المجيدة، و حشد قوات إضافية للقتال بجانبه (الحلو).
لكن الموقف الداخلي لحركة الحلو قاد الاخير لارجاء موافقته النهائية على مقترح برهان، ليضعه أمام برلمان حركته، ويقلب الأمر بكامل جوانبه، فما النفي من الناطق الرسمي بإسم حركته سوى محاولة خلق ضبابية حول المشهد برمته، فتأكيد الأمر قبل تمامه سيعرض الحركة لمواجهة مباشرة مع الدعم السريع، ربما رأت الحركة أن تأجيلها خياراً أمثل في الوقت الراهن.
بيد أن تحركات برهان وعرضه هذا يؤكد أن (عسل) فلول النظام البائد قد أزف ميقات خاتمته، و الأيام المقبلة ستهب عليهم أعاصير السعير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى