سياسة محلية

البرهان … (ملطشة) صغار موظفي الدول!!

كتب : علي أحمد / Sudan2day
ما كانت زياراتُ البرهان إلا تحصيل حاصلٍ يريد به أن يتحصل على إمتيازاتٍ سياسية يُمسك بها بصفةٍ ضعضتها الحرب وهي 《 رئيس مجلس السيادة الانتقالي 》هذه الصفة فعلياً أصبحت هباءً منثوراً بعد 15 أبريل الماضي، لكن يتمسك بها لتعطيه امتيازاً سياسياً على قائد قوات الدعم السريع ونائبه حميدتي ،سافر البرهان في أربع زياراتٍ إلى القاهرة وجوبا والدوحة واسمرا واخرها أنقرة وفي كلٍ سمع جملة واحدة هي : إيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية وبدء عملية سياسية وإعادة الإعمار لما دمرته الحرب.
يريد البرهان وجوداً في المشهد السياسي مستقبلاً وهو يعلم استحالة ذلك تماماً وهو ما يعلمه حميدتي أيضاً بخروج العسكر والمؤسسة العسكرية والأمنية من معادلة السلطةِ والحكم ونقلها فوراً إلى المدنيين ، وإحاطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونتامس فولكر بيترس في مجلس الأمن الأخيرة كانت واضحةً ومباشرة وأنصفت القوى المدنية والسياسية والمجتمعية السلمية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري وعلى رأسها قوى الحرية والتغيير لأنها اتخذت الموقف الصحيح والمنطقي والموضوعي والسليم بالعمل على منع وقوع الحرب ثم الوقوف ضدها والعمل على إيقافها .
المجتمع الإقليمي والدولي ظل ثابتاً متخذاً رؤية قوى الحرية والتغيير والقوى المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري وهو إيقاف الحرب والتحول المدني والديمقراطي واستعادة الحياة المدنية والسياسية وهو مالا يحتمله البرهان والغريب أن حميدتي اقتنع تماماً بأنه خارج معادلة السلطة والسياسة مستقبلاً بما اقترفت أيادي جنوده وضباطه.
استقبال البرهان في مصر لم يكن رسمياً كما في الانتقالية، ولا في جنوب السودان ولافي في الدوحة حيث استقبله وزير دولة وكان دائماً الاستقبال فاتراً فلا صفة له ولا موقع يؤهله إلى استقبالٍ رسمي كما الحال في الفترة الانتقالية التي انقلب عليها البرهان وعسكره.
في أنقرة كان الإستقبال من قبل موظف دولةٍ صغير 《 رئيس بلدية》بلا تشريفاتٍ رسمية كما حدث في استقباله في سنة 2020 عندما كان رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي بموجب الوثيقة الدستورية التي انقلب عليها ، وأتت به ثورة عظيمة نقلته إلى العالم بعد أن كان ضابطاً مغموراً يتلاعب به منسوبو النظام البائد والإسلاميون داخل الجيش ولا يزالون يحركونه مثل ألعوبةٍ يميناً ويساراً.
في اسمرا استقبله موظفوه وودعهم ياللمفارقة ، وهو المُضحك في معادلةِ بحث برهان عن وضعٍ يرضي غروره السلطوي ، كيف تدحرج الرجل من مكانةٍ حملته إلى قصر الإليزيه والتحدث فيه على عهدِ الانتقالية إلى شخصٍ بلا صفة لايُسمح له بغير زياراتٍ محدودة لمدةِ ثلاث ساعاتٍ فقط .
استقبال البرهان في كل عاصمةٍ بلا تشريفاتٍ رسمية ولا إهتمام يوازي الصفة التي 《 يربط اسمه بها غصباً وتعنتاً》يجب أن يجعله يعود إلى الواقع أنه لا يملكها وغير مؤهلٍ لها لا أن يتعامل كسلطة أمرٍ واقع 《 شفت كيف》.
البرهان إن كان صادقاً أو كاذباً عندما ذكر في حوارٍ تلفزيوني سنة 2019 أن والده حلم به حاكماً للسودان، يبدو أنه يريد تحقيق ذلك ولو على دماء ملايين السودانيين والسودانيات ولا يطرف له جفن في ذلك ، وكل ذلك من أجل تشريفةٍ واستقبالٍ رسمي يجعله منتشياً بحلم والده المضحك، البرهان أصبح 《ملطشة》لجميع صغار موظفي الدول التي زارها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى