سياسة محلية

“مبارك الفاضل ورحلة الاتجار المجنونة في عملات العالم الواقعي والموازي”


إبراهيم محمد / Sudan2day
مرحبًا بكم في عالم المال الجديد، حيث يُطرح السؤال الهام: هل يمكن أن يكون الدعم السريع القوة الجديدة في سوق المال؟ دعونا نلقي نظرة ساخرة على المعلومات التي نسمعها عن الاتجار المجنون في العملات!

في عصر العولمة وتكنولوجيا المعلومات لا يوجد ما يمكن إخفاؤه ومعلوم أن الخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار، يبدو أن الدعم السريع قد أقحم نفسه في لعبة العملات لتحقيق مكاسب سريعة ومشبوهة! إنهم يعتبرون أنفسهم خلايا تجارية مستقلة، وهم ماهرون في استغلال الفجوة القاتلة بين العملة الواقعية والعملة الموازية، وهو ما لفت انتباه السيد مبارك الفاضل بعد عشرين عاما وهو الذي كان رئيسا مناوبا للوزراء في حكومة رعت ورعرعت الدعم السريع.

تخيلوا معي لحظة، كل الجنود المدجّجين بالأسلحة النارية والمستعدون للقتال يجلسون الآن في غرفة الصراف الآلي، يدورون عجلة القدر ويتبادلون الأموال كأنهم يلعبون لعبة “من سيربح المليارات”! أليس الأمر مثيرًا للدهشة؟ ومبارك ورهطه الميامين فتحوا التراخيص والامتيازات لتمكينهم من المال فالرجل وزير الاستثمار الذي سهل استثمارات وتراخيص للدعم السريع ولدولة الإمارات ومنها تراخيص المقرن ومثلث السنط واسطبلات سباق الخيل.


وماذا عن الشركاء في هذه العملية المجنونة؟ يبدو أن لدينا محافظ مخضرم في عالم الاقتصاد، وهو محمد عطا المولى عباس، الذي يقدم دروسًا خاصة في كيفية تمويل الحروب وكيفية إدارة الاحتيالات المالية الصديق الوفي والمقرب من مبارك الفاضل، ولا ننسى أيضًا عبد الغفار الشريف، الذي يعتبر نفسه عبقريًا في سرقة ثروات الشعب وقنص الفرص المالية، ويتوارى في ثوب الدعم السريع، إذا جميعهم كما يقول المثل ( …. في سروال واحد).

ومن يمكن أن ينسى الحاج علي تاجر السكر، الذي هو في الأساس “تاجر” في مجالات متعددة؛ يشتهر بتجارة السكر فقط ولكن يلقب بـ”التاجر العابث”، فهو يمازح دائمًا الناس ويضحك عليهم عندما يعتقدون أنهم يستفيدون منه، وعلاقاته بسفارة البرازيل وسكرها من السكرتيرات، وهو النديم لمبارك الفاضل يشاركه الندامة والندالة مع رجل الأعمال وإهمال المال السيد البرجوب.

ولكن ما الذي يقود هؤلاء الأشخاص الساذجين للمشاركة في تجارة المال المزيفة؟ يبدو أنهم أصابتهم عدوى الشبق والنزغ الاقتصادي الشديد من المؤتمر الوطني المنحل، الذي قام بتكوين هذه الشبكة المجنونة من قبل، إنهم يحاولون اقتحام العالم المالي والاستيلاء على سوق الدولار الموازي من خلال استخدام منظومة مُحاكة للسوق!

لكن هل يعقل أن تنطلي علينا خديعة مبارك الفاضل أنه ليس من هؤلاء الأشخاص الذين ظهروا في الجيش والدعم قبل الثورة يتبادلون الودائع ويتلاعبون في قيمة العملة؟ هل رأينا يومًا جنديًا يضع قنبلة في أيديه، ثم يُسلِّم الصندوق المغلق للأمين؟

عزيزي (القاعد ساي) وعزيزتي (البتشربي شاي): إن هذه المعلومات لا تعدو أن تكون مجرد هراء ساحر وتصريحات تنافسية في سوق العملة وهي كومبدبا ساخرة يدلي بها مبارك الفاضل! إنها مجرد خزعبلات من مبارك الفاضل، الذي قرر أن يثير الجدل بدلًا من توجيه انتباهنا إلى المشكلات الحقيقية التي يواجهها الاقتصاد الوطني الذي أسهم هو ومجموعات تعمل الآن في وزارة المالية وشركة الاتجاهات والدعم السريع وميرغني إدريس ومنظومة الصناعات، جميعهم أنهكوا الحكومة الانتقالية وقادوا إلى التضييق عليها عندما حاربت مصالحهم حتى أسقطوها بانقلابهم المشروم.


أعتقد أن من الأفضل أن نترك الهجوم على الدعم السريع ومصالحه المالية والتوجه لمن ساعدوه في تأسيس هذه الامبراطورية المالية ومن ساعدهم ومنحهم تراخيص الاستثمار، ليتفرغ الجميع وعلى رأسهم الجيش السوداني لمهامه الأصلية وألا نفتح باب التعليق على مبارك ومماحكاته وشائعاته المجنونة، فالواقع هو أن المشكلات الاقتصادية التي نواجهها اليوم تتطلب جهودًا تأسيسية وحلولًا واقعية، وليس بأن يتلاعب أحد السذج كمبارك أو غيره من كارتل الاتجار في العملة، ويتحكموا في قيمة العملة من خلال لعبة جديدة لا تخدم سوى مصالحهم الشخصية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى