سياسيا وعسكريا.. كيف دعمت أميركا إسرائيل منذ هجوم حماس؟
عقب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر الجاري، أرسلت الولايات المتحدة رسالة ردع واضحة لمنع تمدد الصراع في جبهات أخرى بدخول حركات وتيارات جديدة على الخط، في حين كان الدعم الأميركي لإسرائيل واضحا من اللحظة الأولى على كافة المسارات السياسية والعسكرية.
وكانت الإشارة الأولى في هذا الصدد من الرئيس جو بايدن، الذي أكد من البداية “دعم إسرائيل بكل ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على الهجوم”.
ومنذ ذلك الحين تكرر الخطاب من قبل آخرين في الإدارة الأميركية، وعلى رأسهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي سرعان ما أجرى جولة ممتدة بالمنطقة بدأها واختتمها في تل أبيب، إضافة لوزير الدفاع لويد أوستن الذي نفذ تعهده بالدعم العسكري للجيش الإسرائيلي.
وفي ذات السياق، حذر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان من فتح الجبهات الأخرى، إذ قال إن واشنطن أرسلت “تحذيرات واضحة بأن القيام بذلك سيؤدي إلى رد قوي وعواقب من الولايات المتحدة“.
رسائل أميركية
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس رالف كارتر، أن “الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها”، لكن بايدن طالما كان “حذرا” في إرسال القوات الأميركية إلى ساحات المعركة.
كما يرى الخبير العسكري والاستراتيجي محمود محيي الدين، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “هناك تأييدا مطلق لإسرائيل باعتبار أن الولايات المتحدة ترى في تل أبيب الشريك الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وربطت مصالحها في المنطقة بأمنها”.
وحدد محيي الدين تبعات الدعم الأميركي لإسرائيل في الصراع الراهن في عدد من النقاط، قائلا:
- الجانب الإسرائيلي يحاول الاستفادة من هذا الدعم سواء سياسيا أو عسكريا لتصفية القضية الفلسطينية من ناحية، والقضاء على حزب الله من ناحية أخرى، ومحاولة فك قيد ما يسمى “محور المقاومة” كطوق حول إسرائيل.
- الولايات المتحدة بهذا الدعم ترسل رسالة لكل شركائها في المنطقة أن إسرائيل لديها الآن القدرة على التعايش في المنطقة، وأنها هي مفتاح للعلاقات الأميركية، لدرجة أن وزير الخارجية الأميركي ظل لنحو 5 أيام في جولة موسعة بالمنطقة لحشد الدعم تجاه إسرائيل، وتصرف كأنه “هو وزير الخارجية الإسرائيلي”.
- إسرائيل لديها نقص في أسلحة الدفاع الجوي، وهناك تفوق لحماس وحزب الله مؤخرا في مجال الطائرات المسيّرة، وبالتالي تستغل الدعم الأميركي في الحماية حال تدخل حزب الله في العملية العسكرية، وتوفير دعم إلكتروني، وكذلك حماية للعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش في قطاع غزة.
تأييد أميركي
من واشنطن، يرى الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي سكوت مورغان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الولايات المتحدة تنظر إلى إسرائيل كشريك، كما تعد واحدة من من القضايا القليلة المتبقية التي حظيت بدعم الحزبين على المستوى الوطني.
وأضاف مورغان أن المواطنين في الولايات المتحدة ليسوا سعداء بشكل خاص بالهجوم الذي شنته حماس بشكل عام، وبالتالي كان ذلك مجالا لتأييد لسياسات الحكومة الراهنة في التعامل مع القضية.