تقارير سياسية

من دمر الجسر؟؟ من المستفيد؟؟!


أمدرمان: فؤاد البكري / sudan2day
استيقظ السودانيون صباح السبت 11 نوفمبر على صور صادمة لتدمير جسر شمبات الذي افتتح العام 1966 في فترة الديمقراطية الثانية، وأعاد ناشطون صور حفل الافتتاح وكرنفالات الفرح ،السيارات جميلة و《الناس قيافة بدل وكرفتات》 والخرطوم تتنفس انسام الحرية.
طيلة الشهور الماضية كان الكيزان والفلول وأصواتهم الناعقة بالخراب لأجل استمرار هذه الحرب العبثية والبحث عن انتصاراتٍ معنوية تخصهم هم لا علاقة لها بالبلاد والملايين من المدنيين يدعون لتدمير الجسر وإيقاف إمداد قوات الدعم السريع الذي يسيطر على جانبي الكوبري ، طيلة هذه الشهور كان يدعون لتفجير الجسور ظناً منهم أن ذلك سيعطيهم الانتصار .


فتح كل كوز وكل ” لايفاتي” وكل من يمسكون عليه( ملفاً) عقيرته منذ شهر يونيو الماضي بتفجير كبري شمبات ، والآن عندما فجروه جعلوا الجيش في موقف صعب وبائس واضطر ناطقه الرسمي لاتهام الدعم السريع ولكن كالعادة فإن فلول النظام البائد ومنسوبي حزبه المحلول وكتائبه المتطرفة لا يفوتون فرصةً كهذه كتبوا عن الأمر واحتفل بعضهم به .
إن القوات المسلحة حاليا تتحمل عبء كبيراً بوجود التنظيم الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، والاسلاميون الذين تحدثوا عن أن القوى المدنية والسياسية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري كانت تريد تفكيك الجيش بالاصلاح الامني والعسكري كانت دعايةً كاذبة تمهيداً للحرب واوضحت من يريد حقاً أن يفكك الجيش وتفتيته لمصلحة نشوء مليشيات جديدة تحت إسم ” المُستنفرين” لضمها في القوات المسلحة مع تطاول أمد الحرب ،وما احتفالات التخريج للمستنفرين وسيطرة الإسلاميين عليها إلا تأكيدٌ لمضيهم في هذه الأفكار البائسة .


ويعتقد الإسلاميون الذين يسطيرون على الاستخبارات العسكرية أن خططهم الإعلامية المضللة ستنجح دائماً والتي يستعينون فيها بصحفيين وفنانين وناشطين و” لايفاتية” لتمرير دعايتهم ، ينسون أننا في عصرٍ يتم التوثيق فيه تلقائياً ، ظلت أبواقهم منذ شهور تتحدث عن قصف كبري شمبات، والآن من يتحمل ذلك فهو الجيش ولكن أصوات الإسلاميين دائما ما تكشف عن معلومات وتتبرع بها وفي الوقت الذي تعتقل فيه الاستخبارات العسكرية من يرفضون الحرب لا تسأل حتى من ينتحلون صفاتها ولا ” يشتمون قادتها”.
بيان الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة لا قيمة له وأصوات وصفحات منسوبي النظام البائد وداعميه و” البلابسة ” يثبتون أن تدمير كبري شمبات انتصارٌ للجيش وهم يحتفون بما حصل ،يتحمل الجيش كلفةً كبيرة وهو يعطي زمام أمره للإسلاميين.
إنها حرب أشعلها الكيزان والفلول ومنسوبو المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية، ومن ينكر ذلك عليه أن يكون شجاعاً كفاية لتحمل تبعات الحرب معهم أمام المحاكم لاحقاً .
يجب أن تتحرك القوى الراشدة في السودان لأن خطة الاخوان المسلمين هي حريق السودان بالكامل اليوم جسر شمبات وغداً جسر غيره وهذه مكتسبات شعب فقير بناها بالعرق والدموع سنوات طوال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى