ثقافة وفن

في وداع قيثارة الغناء السوداني


كتب : مهدي التوم مهدي
زمنا بتجي وبتمر
عبر النشيد المر وسط الغناء المحظور
تنده تتادي الشعب الصامد المقهور
هب من ظلامك هب الشمس جوة الجب والحكمة خلف السور
ضمد , جراح الحب والخاطر المكسور
يوم اخر من ايام السودان يتشح فيه الوطن بالسواد وتتوارى فيه الاضواء خلف غلالات من الرماد تنكسر فيه الاعواد وتعجز الاوتار فيه عن الاتيان بالحان الحداد رحل محمد الامين وفيه على فمه بقايا اغنية يناغي فيها مدينته محبوبته:
مالو أعياه النضال بدني
وروحي ليه مشتهية ود مدني
ليت حظي يسمح ويسعدني
طوفة فد يوم في ربوع مدني
كنت أزور ابويا ود مدني
وأشكي ليه الحضري والمدني
غادرنا ود الامين مواربا بوابة الفناء ليدلف باحات الخلود وبعد ان نقش اسمه كاحد المجددين الكبار فيفي سجل الغناء والموسيقى وفي يوميات الوطن .. افراحه واتراحه …اخفاقة ونجاحه … رحل بعد ان ترك من زاد الشجون وشجي اللحون …لم يترك للوطن ولانسانه شاردة او واردة من شؤون فبه وبرصفائه ازادنت اماسيه وتعطرت لياليه محمد الامين حقق امنيته بأن قال بصوته وباوتاره الكلام الما انكتب
يا ريتني لو اقدر أقول فيكي الكلام الما انكتب…
واجلي المقاطع بالدهب…
واطلق صباح حسنك وشاح…
يمسح عذاب عمري المسطر باللهب…
بريدك.. بريدك…
بريدك كلمة.. كان رفت
يهش ثغر النجوم ويسطع
ولما ينادي..
همس الشوق
يقيف كل الزمان ويسمع
….محمد.الامين جمع بين فرادة الصوت وعبقرية الاداء والقدرات الموسيقيه الاستثنائية ….كل ذلك مع ثقافة عاليه جعلته صاحب ميزان دقيق وحس عميق في اختيار الكلمات العصية وتطويعها لعبقريته الموسيقيه فكانت كل اغنيه من اغانيع ايقونة من الايقونات وكل جملة من نوتته فريدة بين الميلوديات …نحن قوم لا نعرف قيمة مالدينا من كنوز وما عندنا من رموز ..لو كان مثل محمد الامين عند اخرين لملأ صوته اسماع العالمين ولملأت تماثيله متاحف الخالدين……ظل محمد الامين على مدى نصف قرن ويزيد يمثل روح شعبه وينحاز له متغنيا بامجاده
وطني نحن سيوف أمجادك ونحن مواكب تفدي ترابك
غنى للعاشقين كما غنى للمساجين ….
مساجينك عصافيرا مجرحة بسكاكينك
للسودان مواقفنا وللسودان عواطفنا
لماتهب عواصفنا فما حيلة قوانينك
وفي البدء كانت الملحمة وكانت اكتوبر وكان ابريل
وكان صوت ود الامين هو الكتاب الذي سطر عليه الوطن اغلى حروفه وسيظل عصيا على النسيان والغياب
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه واسكنه الفردوس الاعلى وقد رحل الجسد بعيدا عن ارضه وشعبه ولكن الروح روحه ستظل ماثلة في وطننا الجريح
مالئا بصوته منافذ النسيم والريح ..وقد سالت مشاعرالناس جداول

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى