تقارير سياسية

أبوسبيحة واردول ..جزاء سنمار

النذير عبد الرحيم / Sudan2day
في الحكاية القديمة أن المهندس ( سمنار) بنى للملك قصراً بديعاً ، بعدها أمر الملك برميه من أعلى القصر ليلقى حتفه حتى لايبني قصراً بهذا الجمال لشخصٍ اخر وماحدث له صار مثلاً وفي المثل المصري المعروف ” أخر خدمة الغز علقة ” وشرح المثل أن الذين يعملون جواسيس للأعداء تكون نهايتهم ” علقة ساخنة” من قبل الغزاة أنفسهم .
خدم أبوسبيحة الانقلاب بما لا يتسق مع وقار القضاة وخالف كل منطق سليم حيث عمل وبجهدٍ في إلغاء جميع قرارات لجنة تفكيك نظام 30 يونيو واسترداد الأموال العامة ،عبر سطر واحد بدون أي مسببات قانونية وهو الرجل الذي امضى عمره في كرسي القضاء السوداني وعلى الرغم من أن أبوسبيحة لا ينتمي لـ”الـكيزان” لكنه قدم لهما خدمات لم يقم بها أي فردٍ منهم قضى عمره بأكمله بين جنبات التنظيم الإسلامي حيث شرع منذ اليوم الأول في انقلاب 25 أكتوبر في العمل بجد وهمة لإعادة كل الممتلكات المنهوبة من قبل ” الكيزان ” وصادق على قوائم اعادة الذين تم تفكيك تمكينهم داخل المؤسسات والتي كانت تأتي من حاسوب إبراهيم جابر عضو المجلس السيادي الانقلابي. نسى أبو سبيحة وقار القاضي المطلوب وأصبح ممسحةً في يد ” الكيزان ” أزالوا بها أوساخهم ولم يعرف السودانيون في ماذا كان يطمع أبوسبيحة لقاء تلك الخدمات غير المسبوقة لتنظيم الكيزان .
الأرجح أنه لم يحصد شيء حيث تبادلت مواقع التواصل الاجتماعي صورته في ” سوق سنجة” عقب اندلاع الحرب يعلوه غبار السفر وعلى هيئته العنت الذي يكابده معظم أهل السودان جراء الحرب اللعينة .


حملت الاخبار اليومين الماضيين توقيع رئيس الانقلاب والقائد العام للقوات المسلحة ورقة قضت بإحالة ” أبوسبيحة ” للمعاش الاجباري طاوياً بذلك صفحة من سيرة قاضي خدم الانقلاب بجدية غير مسبوقة وترك سيرة من الخزي والعار ستلاحقه حتى اخر يوم في حياته
ماحدث لابوسبيحة هو متطابق تماماً مع ما حدث لأردول الذي ترك كل رفاقه وراء ظهره وأصبح صوت الانقلاب العالي ومنسق عملياته السياسية والتحالفية وفي سبيل ذلك خسر اردول كل صديق حيث اشتهر بالدفاع عن الانقلاب في قنوات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بلغة غير مسبوقة في الشتم والتطاول على رفاق الأمس لكن رغم كل ذلك تم رميه مثل منديل قديم بعد أن استنفذ اغراضه ، أبوسبيحة واردول سيرة يجب أن تدرس عن الخيانة لايمكن أن ترتقي بالإنسان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى