مقالات

النذير عبدالرحيم يكتب : معركة ..الكباشي

(جهةٌ) ما أصدرت توجيهاً بمهاجمة الفريق أول شمس الدين الكباشي ، بدأ الأمر عبر منشورٍ من كاتبٍ رياضي التحق مع بداية الحرب بالغرف الإعلامية لفلول النظام المخلوع حاملاً معه لغة المشجعين الهتافية إلى دهاليز الأمن والسياسة ، المنشور يقول ( مسؤول كبير يتجه إلى الإمارات سراً في الأيام القادمة ) .

المعلومة أعطت إشارة لإنطلاق الحملة فقد كانت مهمتهم تهيئة الرأي العام للسؤال ، بعدها مباشرة بدأت منصات الفلول والإسلاميين في تسليط الأسئلة من هو هذا الشخص وماهي الدولة ؟ ثم جاءت الإجابة سريعاً ( الدولة) هي الإمارات العربية المتحدة عدوة الإسلام وكل من يعادي الإخوان المسلمين هو عدو للإسلام والشخصية المقصودة هي شمس الدين الكباشي الذي ظلت غرف إعلام فلول النظام البائد تمدحه منذ بداية الحرب وترسل الرسائل للبرهان إذا لم تكن تريد القتال فإن البديل موجود وهو شمس الدين الكباشي وحاولت الغرف أن تسوق للرأي العام أن كباشي في حقيقة الأمر رجل الإسلاميين القوي داخل النظام وابتلع الشعب الطعم وبدأ في مهاجمة كباشي بإعتبارهِ الأكثر دموية وسيقود البلاد في معركة كسر العظم وفهم البرهان رسالة الإسلاميين والفلول أن لديهم المقدرة على اللعب بتوزانات الجيش أثناء سير المعركة .

لكن منذ عدة أشهر اختلف الأمر عندما أعلن الكباشي رغبتهم في الحل السلمي ومثلما تقول ساحة الحرب السياسية جاءت ردود الفعل مرحبةً بصورة واسعة من قيادات قوى الحرية والتغيير وطيف سياسي واسع من المؤيدين لإيقاف الحرب وعلى العكس بدأت غرف الإعلام الفلولية في الهجوم على الموقف المهادن من وجهة نظرهم ، رغبةً منهم في استمرار الحرب .

اشتدت المواجهات بإعلان أن هناك مكالمات تلفونية تجرى بين رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وشمس الدين كباشي خلال الأيام الماضية وتلخيص المكالمات هو كيف يمكن السيطرة على مجريات الأمور والوصول لنقطةِ إيقاف الحرب ، المعركة في مواجهة الكباشي أخذت أشكال عدة مثل الإساءات العنصرية والاتهامات بالفساد إذ تسرب فجأةً مستند يتحدث عن امتلاكه شقة في العاصمة المصرية القاهرة اشتراها بمبلغ 300ألف دولار ، وإذا اتفقنا على صحة المستند وهو أمر يستوجب الاستقصاء لكن السؤال البسيط متى كان الشراء ؟ ولماذا خرج المستند الآن ؟ والسؤال الثاني ماذا عن بقية جنرالات الجيش هل لديهم فلل واستراحات وشقق في المحروسة ؟ أم أن المستندات قابعة في درج الجهاز السري للحركة الإسلامية تنتظر جنوحهم للسلم حتى يتم اتهامهم بالفساد ؟ لأن المطلوب منهم القتال إلى مالا نهاية فالحركة الإسلامية تريد ذلك .

يواجه الكباشي واقعاً معقداً جداً فهو الرجل الثاني في الجيش وليس الأول والقائد العام صاحب الكلمة العليا في المعركة كما أن الجيش نفسه يواجهة مقاومة من قبل الضباط الإسلاميين الذين يريدون إطالة أمد الحرب من أجل ترتيباتٍ جديدة تتيح لهم تشكيل المشهد المقبل .

أيضاً يسيطر الإسلاميون وفلول النظام البائد على الجهاز التنفيذي ومفاصل الحكومة بالكامل في الولايات التي لم تصلها الحرب وبالتالي لديهم قدرة في التحشيد ضد أي قائد عسكري لديه رغبة في قيادة خط تصالحي وصولاً لإنهاء الحرب.

ربما لدى شمس الدين كباشي من يشجعه من قوى داخلية وخارجية للسير في طريق انهاء الحرب وصولاً إلى الاستقرار الشامل ولكن أيا كانت النتيجة فإن المعركة التي تنتظره ليست سهلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى