تقارير سياسية

هروب ضباط الجيش من المعركة .. أسئلة وحقائق مفزعة ..ومطالبات بنشر أسمائهم

بورتسودان : الفاضل يوسف / Sudan2day

ما كان يدور همساً بداية الحرب أصبح الحديث به جهراً الآن ، آلاف السودانيين منذ اليوم الأول في المعركة إلى ولاياتٍ وملاذاتٍ آمنة ووفق تقديراتٍ عديدة إنسانية بناء على مبادئ حماية المدنيين في النزاعات المسلحة من المفهوم أن يفروا من مناطق الاشتباكات المسلحة بإعتبارهم الحلقة الأضعف ، وبحثهم عن الأمان والسلامة الشخصية .

كان غريباً ومدهشاً في أحاديث المدنيين الفارين من الحرب أنهم وجدوا جوار سكنهم في مناطق النزوح واللجوء داخل وخارج البلاد عدداً من الضباط من الرتب الرفيعة والمرموقة في القوات المسلحة وحتى الشرطة ، كانت الأسئلة تدور في أذهانهم ماذا يفعل هؤلاء الضباط في هذه الأماكن الآمنة أثناء سير المعركة ؟ وإذا كان المقصود هو اجلاء أسرهم فلماذا لايعودون إلى القتال ؟

خليل محمد سليمان

تمدد الحديث ليشمل ضباط سافروا إلى خارج السودان وينقسم هؤلاء إلى قسمين الأول عرف بخبرته العسكرية الممتدة أن البلاد أصبحت متجهة للحرب ولا يمكن تفاديها فسافر قبل اندلاعها والقسم الاخر غادر بعد نشوبها .

النقاش من الهمس انتقل إلى العلن عبر منشورٍ على فيسبوك لضابطٍ متقاعد أسمه خليل محمد سليمان وهو من مناصري القوات المسلحة ضد قوات الدعم السريع ،بحكم انتمائه للمؤسسة التي كان ضابطاً فيها والتي ظل يكتب بإستمرار عن ضرورة إصلاحها وهو الأمر الذي عرضه للعنت والملاحقة والاعتقال أثناء زيارةٍ قصيرة إلى السودان خلال الفترة الانتقالية .

وقال خليل في منشوره على فيسبوك : ( بحسب القانون العسكري غير مسموح للضابط حقنا قضاء الراحة الطبية خارج المنطقة العسكرية التي يتبع لها ) .

تقاعس القوات المسلحة

وأضاف خليل محمد سليمان في المنشور : ( الضابط طوال فترة خدمته لايتحرك دون أمر تحرك حتى قضاء الاجازات تكون وفق أورنيك خاص يحدد نوع الاجازة ومدتها وخط سير الضابط من وإلى ) وطالب في منشوره بإعلان أسماء الضباط الذين هربوا مشدداً على أن الغياب من غير إذن قانوني يعتبر هروب وفي حالة الحرب يعتبر خيانة عظمى .

وأكد خليل أنه في حالة تقاعس قيادة القوات المسلحة عن القيام بواجبها بعرض كشوفات الضابط الهاربين فإنه وبمساعدة مجموعة من المدنيين سيقوم بهذا الأمر لأنه واجب ، موضحاً : هذا الأمر يخدم القوات المسلحة وليس الأعداء .

ماذكره الضابط المعاشي خليل محمد سليمان يعتبر وجهة نظرٍ عسكرية ، ويبرز سؤال سياسي بإمتياز لماذا قدر هذا العدد الكبير من الضباط عدم خوض هذه المعركة هل مرده الخوف من القتال والرغبة في الحياة أم أن هؤلاء الضباط لديهم رأي في المعركة نفسها وصرح عدد كبير أن هذه المعركة لا تخص الجيش ولا السودان وإنما هي معركة فلول النظام البائد رفضاً للإتفاق السياسي الإطاري الذي اقترب توقيعه في 15 أبريل الماضي .

قرار الحرب

مصدرٌ عسكري – برتبة لواء – أكد لــ ( سودان توداي ) أن هناك تسرباً لعددٍ كبير من الضباط من رتبٍ مختلفة لم يقوموا بتسليم انفسهم للمناطق العسكرية في الولايات وبعضهم لم يحضر إلى المناطق العسكرية منذ بداية الحرب ، وأرجع ذلك لأسبابٍ منها أن قرار اتخاذ الحرب لم يكن عبر تسلسل القيادة ولم يتم تنوير قادة الفرق العسكرية والإدارات المعنية خاصة في الاستخبارات العسكرية بذلك وإنما صُدم كثير من الضباط بإندلاع المعركة وجزء كبير منهم كان لديه رأي واضح وهو رفض حصول مواجهةٍ عسكرية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، وأيضاً كان لديهم موقف مسبق من وضعية قوات الدعم السريع وتمددها على حساب الجيش وسماح القائد العام بذلك ومنحها امتيازاتٍ جعلتها موزايةً للقوات المسلحة .

أمر غير متوقع

(ط – ق – ع ) وهو مواطن يقيم بولاية القضارف فضل حجب اسمه لإعتباراتٍ تتعلق بسلامتهِ الشخصية ذكر لـ (سودان توداي ) أن تواجد عدد من ضباط القوات المسلحة خارج الخدمة أو تواجدهم في المدينة كان لافتاً لهم وهو أمر لم يكن متوقعاً بالنسبة لهم خاصة الذين كانت خدمتهم في المناطق والمقار العسكرية بالخرطوم ، مضيفاً : ادرت نقاشاً مع أحدهم وهو من أقاربي وكانت اجابته : هذه حرب غير مجدية وح تفترق البلد والدعم السريع حذرنا منه قادتنا وأنه إما يتم دمجه أو حله بترتيبات والسيطرة على الأسلحة بتاعته ولكن زول من القيادات كان بسمعنا مافي .

رتب رفيع بالخارج

الحسن بلة أن أحد الذين خرجوا من السودان بعد نحو أسبوعين من بداية الحرب ويقيم في العاصمة المصرية القاهرة قال لـ (سودان توادي) أنه تفاجأ بوجود أكثر من أربعة ضباطٍ من القوات المسلحة والشرطة يقيمون مع اسرهم في المجمع السكني الذي يقيم فيه بأحد أحياء القاهرة ، وأن رتب ضباط القوات المسلحة رفيعة ويعتبرون من قادة الكتائب والإدارات المهمة بالإضافة إلى ضباط الشرطة من ذوي الرتب الرفيعة أيضاً ، وأضاف : طرحت عليهم أسئلة مهمة لماذا غادروا البلاد وكانت اجابتهم أن هذه حربٌ لا تمثل القوات المسلحة ولا المؤسسة العسكرية وستنتهي في النهاية بالتفاوض فلماذا نظل نقاتل طيلة عمرنا ؟ و زاد بالقول : ولما سألتهم لماذا لم يسهموا في عدم نشوبها بالأساس كانت الإجابة الأمر لم يكن بيدنا فقررنا الخروج حفاظاً على أسرنا .

حرب عبثية

هروب ضباط القوات المسلحة من المعركة مهما كانت الأسباب ، وفقاً لمراقبين فإن الإجابة على هذا السؤال شديدة الأهمية لأنها تعطي مؤشراً حول رفض الضباط خوض هذه المعركة التي وصفها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان منذ أسبوعها الأول أنها عبثية .

عودة هذه الأسئلة للسطح الإعلامي أمر مهمٌ للغاية ، سيما وأن الضابط المتقاعد خليل محمد سليمان أشار إلى أنها لا تهم العسكريين بل تهم جميع السودانيين والذين يتطلعون إلى بناء جيش مهني قومي وموحد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى