تقارير سياسية

عبد المنعم الربيع.. الكوز

بقلم : حسام الدين حيدر

لايختلف عبد المنعم الربيع عن إخوانه الإسلاميين مطلقاً والذين تحولت ولاءاتهم عقب الحرب إثنياً ومناطقياً وحشدوا الفضاء العام بخطاب الكراهية والعنصرية والتهديد للمدنيين ، وهاهو يعبر تماماً عن طريقة تفكير وأسلوب الإسلاميين في القتل والإغتصاب والتهديد بذلك لكل معارضٍ لهم وهي الطريقة التي اتبعتها الأجهزة الأمنية والعسكرية في عهدهم على الدوام تجاه السودانيين ومن خلال الحرب التي اشعلوها ، الربيع يهدد السيدة هاجر عبدالله بالإغتصاب والقتل لمجرد نقدها وابداء رأيها حول آرائها ومواقفه الداعمة للحرب ، هذه الحرب التي أصبحت حقوق الإنسان والمدنيين فيها مهدرة من طرفيها وأصبحت الإنتهاكات الجسيمة تجاه المدنيين محل مزايداتٍ رخيصة من طرفي الحرب ، إن تهديدات عبدالمنعم الربيع بذلك تكشف تماماً عبثية هذه الحرب التي تستهدف بالضرورة الانتقال المدني والديمقراطي نحو دولة القانون والعدالة والمواطنة أساساً للحقوق والواجبات ، كل الجرائم والانتهاكات تجاه المدنيين من طرفي الحرب مدانة  تماماً وليست سوقاً للمزايدات الرخصية من مؤيدي الحرب وبالضرورة مناصري طرفيها الذين تركوا هجومهم ضد بعضهم البعض وتوجه آلتهم الإعلامية تجاه المدنيين الرافضين لها .
هذه الحرب التي حشدوا لها الشغيلة والأمنجية والمتساقطين عن المبادئ والقيم والأخلاق وأصبحت سوقاً للتكسب والتخوين والتشكيك مدفوع الأجر والقيمة ، كشفت هذه الحرب عوارات كثيرين وحقيقتهم وإدعائهم الكذوب للمبادئ والقيم والأخلاق والنزاهة ارتدوا ثوب القبيلة وتلبسوا العنصرية وخطاب الكراهية بوعي وقصدٍ عن عمد ، قلما تأتي لأمثال هؤلاء فرصةٌ للتكسب ونيل فتات العطايا مقابل بيع أنفسهم لأول مشترٍ آتِ .
هو أحد المنتمين لنظام الإنقاذ والحركة الإسلامية والمؤتمر الشعبي الوطني الإسلامي قبل المفاصلة سنة 1999م، وبعد انشقاق الإسلاميين تحول إلى صفوف حزب المؤتمر الشعبي تحت قيادة حسن الترابي، وكان من ضمن كتائب الأمن الطلابي التي تمارس العنف ضد التنظيمات السياسية المعارضة لنظامه، وكان مقاتلاً ضمن صفوف ما تسمى كتائب المجاهدين التي خاضت الحرب في الجنوب، عقب ثورة ديسمبر المجيدة ظل الربيع مهاجماً لقوى الحرية والتغيير والحكومة الانتقالية وكان منخرطاً في غرف التيار الإسلامي العريض مع كلٍ من محمد علي الجزولي وأنس عمر واخرين وعقب انقلاب 25 أكتوبر ظل داعماً له وواقفاً ضد الاتفاق السياسي الإطاري وسرعان ما تغير موقفه لإنحيازاتٍ اثنية ومناطقية داعماً لقوات الدعم السريع وهو أحد الأبواق الإعلامية الداعمة للحرب وأحد المروجين لخطاب الكراهية والعنصرية ومواقفه مطابقة لكلٍ من عبدالرحمن عمسيب والشخصية المسماة الإنصرافي ويتبارى معهم في بث خطاب الكراهية والعنصرية ودعم الحرب متخذاً الموقف المضاد .
تخرج الربيع في جامعة وادي النيل من كلية الشريعة والقانون، ومنذ سقوط نظام المخلوع المؤتمر الوطني المحلول اتخذ موقفاً مناوئاً للتغيير وقاد خطاباً متطرفاً في مواقع التواصل الاجتماعي، مطالباً الجيش والمنظومة العسكرية والأمنية بالانقلاب على الحكومة الانتقالية. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة من 2021 – 2022 قبيل الحرب ، تسجيلات صوتية له وهو يرتب مع مجموعات من منسوبي النظام المخلوع لإحداث فوضى أمنية وحرق مقار أحزاب قوى الحرية والتغيير واستهداف قياداتها وعضويتها، خاصة البارزين منهم، وتوفيره تمويلاً مالياً لذلك، وهو يعد أبرز الداعمين للمجموعات العسكرية التي تشكلت  قبل الحرب ، ومنها ما يسمى درع السودان ودرع الشمال وغيرها من التشكيلات العسكرية التي انقسمت ولاءاتها بعد الحرب .
وكان  عبد المنعم الربيع ينشط في غرف إعلامية ومجموعات تنسيق توفر الدعم لهذه المجموعات العسكرية إلى جانب كل من الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي وأنس عمر وشهاب برج، الذي كان أسيراً لدى قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان حتى سنة 2017م. وشارك عبد المنعم الربيع في العمليات العسكرية لنظام الإنقاذ إلى جانب مجموعات من المقاتلين، من ضمنهم قائد ما يسمى قوات درع السودان “أبوعاقلة كيكل”، الذي كان مقاتلاً في صفوف الدفاع الشعبي منذ 1997 وحتى 2011م ، ومعروف انحيازه لقوات الدعم السريع في يونيو 2023 رغم أن قواته تكونت تحت إشراف الاستخبارات العسكرية وظل يعمل تحت توجيهاتها وبإشرافٍ مباشر من قادة القوات المسلحة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى