عقار .. ما هذا يا هذا؟؟
يتمتع مالك عقار هذه الأيام (بنعم) لن يتذوقها طوال فترة نضاله وحتى أيام مشاركته للإنقاذ واليا بعد إتفاقية سلام نيفاشا، فهو يعيش قمة سلطته كنائب لرئيس مجلس السيادة (المزور) وهي أيام لن يطلها سابقاً لولا فتح ثورة ديسمبر التي فقد فيها السودان شبابا لا يعوض.
عقار اير الذي دخل القصر من بوابة الثورة ولن يفلح في ذلك عبر بندقيته منذ الحركة الشعبية الام بقيادة دكتور جون قرنق، ففي عام ٢٠٠٥ دخل السلطة بفضل اتفاقية نيفاشا بعد حرب اقتربت من ربع قرن فحكموا صوت العقل وجلسوا فتوقف الموت في جنوب السودان وجنوب النيل الأزرق، ثم خرج مغاضبا حاملا بندقيته مرة أخرى بعد انفصال الجنوب لفترة ثماني أعوام أخرى لم يدخل الخرطوم خلالها إلا عبر “سلام جوبا ” بعد أن اسقطت القوى المدنية حكومة الإنقاذ في ٢٠١٩، فجاء عضوا بالمجلس السيادي ثم تسلق منصب نائب الرئيس زورا عقب اندلاع هذه الحرب.
هذا هو تاريخ عقار (حرب / سلام /حرب /سلام/حرب) والآن هو في تجربة الحرب الثالثة وما بينهما سلامان وسلطتان، فهو أكثر الناس تجربة وأكثرهم علما بأن جميع الحروبات تتوقف بالتفاوض والسلام ولا تحسم بالبندقية وإلا لما جلس مع الإنقاذ ٢٠٠٥ بنيفاشا ثم مع حكومة الثورة في ٢٠٢٠ بجوبا، وإن كان خيار (تحسم بالسلاح) ممكنا لما جلس من قبل.
ولكن هنا الوضع مختلفا او قل تبدلت المواقع بالنسبة لمالك، فهو الآن يحسب نفسه سلطة وما دونه متمردون لذلك يرفض التفاوض والسلام من أجل إيقاف هذه الحرب طالما هو متواجد بالقصر البديل ببورتسودان يستمتع بكهرباء البارجة التركية دون أن يكون لسكنه ومكتبه نصيبا من الترشيد والقطوعات المفاجئة، فلماذا يأتي بسلام قد يحيله إلى مواطن أو يأتي له بشركاء جدد في سلطته هذه.
أطلق مالك عقار تصريحا ولم يكن مطلوبا منه لأنه لم يسأل في مؤتمرا صحفيا أو حتى مقابلة ليجيب عن ذلك، تبرع بالرد على تصريح الخارجية الأمريكية قبل أن يجتمع مجلسه المزعوم ليقرر في ذلك، فوضع نفسه مكان “جهيزة” في محاولة منه بأن يقطع قول كل خطيب، فقال: نرفض / ولن / ولم / ولا احد يسوقنا كالغنم.. على حد تعبيره، أرقى وازبد وشرع واجاز لوحده فهو مالك، ليس للعقار فقط بل لكل هذه الدولة / هو قال ذلك (انا الرجل الثاني في الدولة) وهل في هذه الدولة رجال بسلطتها ؟؟ بل.. هل هنالك سلطة اصلا؟؟
لماذا يا مالك!؟؟ هل وجودك في السلطة يختلف عن وجودك في الكفاح المسلح؟ وهل ما كنت تخرج من اجلهم بسبب التهميش يعيشون الآن الرفاهية والأمن والأمان؟ لا يا عزيزي الآن بدلا عن التهميش تحيط بهم الحرب من كل جانب وتضيق بهم الدنيا وانت ترفض مجرد الذهاب للتفاوض، فلماذا ذهبت من قبل إلى نيفاشا ومن ثم إلى جوبا؟
ما هذا يا عقار ما هذا يا رجل..؟؟
انت تساق كالأنعام بواسطة آخرين لمواصلة هذه الحرب، فالأفضل ان تساق كالأغنام إلى التفاوض فهذا أكرم لك وسنضمن لك عيشة هنيئة ونوفر لك منزلا لا تقطع عنه الكهرباء وسنجعل لك حراسات ونمنحك سارينا تذهب بك وتفتح لك الطرقات وقتما تشاء ونقود حملة شعبية لتوافق لك السلطة القادمة بذلك بذلك ونجعل صورك مرفوعة على اللافتات بالشوارع الرئيسية بالخرطوم بحجم اكبر بدلا عن شوارع بورتسودان الضيقة التي تملأها صورك الان بما يسمى بمجلس الشباب هذا، بل سنجعلك شابا ونمنحك رئاسة فخرية لشباب السودان (رأيك شنو) نطمئنك أن ما تتمتع به لن تمنع عنه، فقط أترك هذه البلبسة التي تفوقت فيها على علي كرتي وأم وضاح وندى القلعة.
الأجمل أن هذه السلطة لن تدوم طويلا، ولكن الأسوأ أن الوطن يفقد كل يوم ارواحا جديدة ستعلق في رقابكم إلى يوم الدين ولا فائدة لنا من عذابكم في هذا اليوم العظيم..
أوقفوا هذه الحرب أيها الجبناء البخلاء..