معتز البدري يكتب: متسولو الإعلام .. ما الداعي من ملاقاة القائد العام؟؟
لم يكن مدهشا ذاك المشهد الذي بث من بورتسودان في كادر يحمل صورة لمتسولي مهنة الإعلام منذ سواد الإنقاذ وإلى الآن مرورا بكل الأحداث فقد كانوا يأكلون من جميع الموائد خاصة ثنائي جمال الوالي (الضو بلال ومزمل ابو القاسم) وبينهم عادل الباز أكثر رجل ابتز شركات الاتصالات في السودان وخسر معركته وصحيفته بسببهم، وما دونهم من المشاركين لا يستحقوا الذكر..
قاد ثلاثي قطر وفدا مهترئا شائح الوجه كاد أن يعدم مزعة اللحم من كثرة التسول، ليلتقوا بقائد الجيش لتجديد الولاء وبسط أياديهم سوداء مليئة بالسوء (ليقبضوا الثمن)..
هؤلاء الذين يحترفون الكذب أكثر من احتراف مهنتهم تجمعوا من الدوحة بلا سبب، (ساي كدا) حين “فلسة” فهناك الإيجار مرتفع والحياة غالية، عسى ولعل أن يخرجوا بحزمة مقدرة من الدولارت ثمناً لنشر هراء تلك الونسة التي تعجل الضو بلال في تدوينها وإطلاقها قبل أن يصل مكان إقامته، ليسرد للناس “ونسة” فارغة على شاكلة (حمدوك قال لي) فهل يعي رئيس تحرير جريدة السوداني سابقا ما يكتب أم هو استعجال بأن يصبح سباقا للكتابة حتى يضمن ظرفه قبل إقلاع طائرته ليقوم بتحويله للمدام قبل أن يصلها هو لأن الوضع لا يتحمل التأخير.
تعود هو ورفيقه و”بازهم” الكبير بأن يكتبوا لجمال الوالي ورجال الأعمال كل حركة حتى تأتي معها البركة (الغير مباركة) مباشرةً، فهم سماسرة بارعون في التسول الإعلامي وتلميع أحذية أصحاب المال بألسنتهم فما بالك بالذي يرتدي (بوتا) تحته مال الدولة كاملا، بكل تأكيد فإن الصيد ثمين وسيكون الظرف بحجمه، خاصة وهو في أزمة فهم تجار هذه الازمات..
عزيزي القارئ عد بذاكرتك إلى الوراء قليلا وتذكر المساجلات الصحفية (رياضية أو سياسية) بين مزمل والآخرين لتعرف أنها مصنوعة من أجل أشياء انت لا تراها.. فهم يصنعون الأزمة بين الإداريين ليتصدى كلٌ منهما ليدافع عن الآخر ويقبضا الثمن معا كل من كفيله ليوحي له بالخطر وهو حاجز الصد المتين ثم يلتقيان على قهقهة القهاوي يقولان (شفت الفارات ديل غير كدا القرش ما بطلع منهم).
على هذه الشاكلة (خم) هؤلاء الشفاتة وفدا على عجل للقاء البرهان اختاروا له الوقت الصاح بالنسبة لإحداثياتهم وأول هذه الأسباب هجوم المحوسبين في صالح قائد الجيش عليه، هنا أتت الفرصة للإستثمار في هذه الأزمة فهو عملهم الذي يجيدونه بإحترافيه.
أتوا ليقولوا للبرهان الحكمة التي تشبههم( أننا نحن السفهاء الذين يدرئون عنك سفه السفهاء) ليصدق هو ثم يتكئ ليحكي لهم حكايات ليضحكهم ويضحك عليهم ثم يضحكوا هم من تحت بدلهم الزرقاء ويهمهموا قبل أن يخرجوا (أمك الشرك قبض).
يدعون أنهم قادة الإعلام زورا وبهتانا وكما سبقهم الصادق الزريقي للقاء الكاهن بوفد قال انه يمثل قبيلة الرزيقات، قادوا هم وفدا قالوا له أنه يمثل قبيلة الإعلام وهكذا..
بالله عليكم كم كانت تكاليف تذاكر سفر هؤلاء ذهابا وايابا وكم تكلفة إقامتهم بالفندق وتعلمون ارتفاع أسعار التذاكر والفنادق هذه الأيام، هل سيقول لنا أحدهم كم بلغت تكاليف رحلة هؤلاء وما الفائدة منها؟
هل تعلمون أن أبناء الشهيد مكاوي بكوستي غرفهم لا تستطيع منع تساقط المطر هذه الأيام، وهل يعلم أحدكم عن حالهم وامثال الضو ومزمل والباز يتنعمون من مال الدولة ويقيمون بغرف لا تنقطع عنها الكهرباء التي يعاني منها المواطن في بورتسودان وكل السودان هذه الأيام..
هل يعلم من استضاف هؤلاء المتسولون أن الذين فروا نزوحا من سنجة وسنار والدندر هذه الأيام يموتون عطشا في الطرقات، وقبلهم في الجنينة ومدني والفاشر ونيالا ماذا يحدث لهم؟؟
هل ناقش أحدهم هذه الأشياء مع القائد العام.. ولماذا اصلا أتوا، فهل هناك حوجة للمجئ والتكنولوجيا اختصرت كل شئ، ألم يكن من الأفضل أن يجتمعوا في غرفة بالدوحة ويتواصل معهم القائد عبر الإنترنت ويشرح لهم ما يريدون؟؟
البدعة شنو في الجية لبورتسودان والإقامة والحوامة والكلام الفارغ.. الظرف ممكن يتم تحويله واستلامه من السفارة هناك دون عناء إضافي لجيب الدولة المقدود، وكان وفر عليكم الاحتجاج الذي صدر منكم بعد أن عرفتم المبلغ الذي كان دون الطموح..
يعني كنتوا عاوزين كم؟؟ كان تحددوا، عشان يقول ليكم خليكم هناك.. فيكم راجل بقدر يكتب محتجا على المبلغ؟ ح “تنقوا” في ما بينكم وخلاص..
إن الله سيسألكم ويسأل معكم من وافق على هذه الفوضى وتبديد المال العام..