مقالات

عبداللطيف أحمد يكتب : آمــنــة..!!

و ..
لدي قناعة راسخة ان الله سبحانه وتعالى قبل ان يبتليك يهيئ لك المعينات على الابتلاء هذا، وإذا اعدت البصر كرتين في امثلة الامتحان الرباني لك في حياتك ستجد ان الله قد ادخل في حياتك اشياء ما كانت موجودة مسبقا فيها، ولعل اعظم الهبات الربانية للاعانة على البلاء هو ان يهديك الله انسانا هكذا مجردا من اي صفة من الصفات، لا اقول يهديك طبيبا في المرض فانت في حوجة ماسة الى انسان قبل الطبيب، ودائما ما يهيئ الله لي قبل كل ابتلاء انسانا مختلفا، وفي هذه المرة كانت انسانة، قد تندهش عزيزي القارئ عندما تعلم ان من هدية الله لي هذه المرة كانت عبارة عن ملاك في شكل انسان هي (اختي) ليس في المسمى الفضفاض انما في المسمي الاسري، هي آمنة احمد وانا عبداللطيف أحمد تصغرني (عمرا) وتكبرني (عقلا)، جميلة الدواخل، نقية القلب، كما السيدة هاجر (تزمزم) لك مشاعرها فتسقيك لتروى من ظمأ الحياة، تسعى آمنة بين جبلي صفا الصبر ومروة المثابرة لتزيل عنك الحزن ما استطاعت، صادقة حتى في غضبها، تجدها دائما وابدا في الضراء قبل السراء في حياتي، فهي اذني التي اسمع بها، وعيني التي ارى بها، حباني الله بتلك النعمة الضخمة ولكني للاسف تعاملت معها بتبزير، كنت اصرف من مشاعري ببذخ من لا يخشى الفقر فلدي امنة (طلمبة) المشاعر التي تزودني الوقود النفسي كلما (ولعت) لمبة الوقود ايذانا بقرب الخزان على الانتهاء، فاهرول اليها وكعادتها (تفول) لي تنكي بكل ما احتاجه من مشاعر واحاسيس (نبيلة)؛ لاخرج للحياة وانا (اتجشأ) محبة، فآمنة مكمل انساني رباني، وكان ان باعدت بيننا المسافات وانشغلت هي بحياتها وانشغلت انا بحياتي، كنت في غيابها كما اليتيم، الذي تجوز له الصدقة، بت استجدي الناس مشاعر بعد ان كان رصيدي بالمليارات منها، اصبحت فقير مشاعر وعواطف حد العدم، دائما ما اتذكرها فابكي كما الرضيع الذي (فُطم) من مشاعر اخته؛ ورأيت الدنيا بوجهها القبيح، هو ذاته وجهها لكن كنت اراها من خلال عيون اختي آمنة، وكان للقدر كلمته في خطوب كثيرة فصرت من دونها مسخا مشوها للحد البعيد، لا ادري من انا فهي ذاكرتي، وهي عقلي ومخيلتي، وكلما مر بي خطب من الخطوب اهرول الى (كهف) ذكرياتي معها، حتى اذا بلغت الروح الحلقوم واصبحت في بطن حوت الحرب إذا بالله سبحانه وتعالى يعيد الي قلبي بعد ان ابيض من الحزن شوقا اليها، فارتد نابضا بالقائها علي قميص المحبة، فعدت ذاك الرجل، كيف لا وانا لدي اختا نخلة، كلما ارميها بحجر حزن تلقي ثمرأً، ارمي حزناً… تلقي ثمرا، مقدار قساوة الحياة آمنة دائما معطاء، فيا روعة هاتيك الآمنة، وتونسنا، ووتسبنا، وتشاركنا، و تشابكنا كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض، كوضوء سنته اندست في جوف الفرض، آمنة صارت قلباً و هوانا العرق فكنت الأرض، و أنا ظمأن جادتني آمنة حباً و حنان، اروتني دفاً و أمان، آمنة النخلة تتعالى فوق الأحزان، وتطل على قلبي حبلى، بالأمل الغض الريان، وتظل بأعماقي قبلة، تدفعني نحو الإيمان، آمنة لحناً عبر الأزمان، يأتيني من غور التاريخ، يستعلي فوق المريخ صارت تملأني في صمتي، و إذا حدثت أحس لها ترنيمة سعد في صوتي، أتوجس فيها إكسيرا من الحرب أبداً يحيني من صمتي..!!

و..
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت اختي آمنة الحياة الجميلة السعيدة التي تستحق، وانعم عليها بطول العمر، والبسها ثوب الصحة والعافية، وحفظها لاولادها، واحفظ اولادها لها، وجازها خير ما جازيت اخت عن اخ، فانت ولي ذلك والقادر عليه..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى