المؤتمر الشعبي يصدر بيانا حول أحداث الثلاثاء
تابعتم الأحداث المؤسفة التي وقعت اثر احتجاجات بعض الجنود والضباط وضباط الصف المعاشيين بهيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة والتي بدأت باحتجاجات محدودة لبعض الوحدات على تسويات حقوق ما بعد الخدمة لهولاء الجنود.
لقد كان المأمول ان تعطى إدارة جهاز المخابرات العامة ومدراء الوحدات التي شهدت هذه الاحتجاجات الفرصة لمعالجتها بالطرق التي ينص عليها قانون الجهاز نفسه وقوانين الخدمة المدنية والقوانين السارية بالبلاد فتتم محاسبة التجاوزات ومراجعة أسباب الأزمة ومعالجة الأخطاء فيها.
ولكننا لاحظنا تعجل قيادات مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين الى وصف الأحداث بالتمرد ثم الانجرار الى الحديث عن سيناريوهات سياسية وأيادي وراء هذه الاحتجاجات ثم شهدنا تصعيدًا غير مبرر للتعامل معها على النحو الذي ادى الى ازهاق الأرواح داخل منظومات القوات النظامية والتي تمثل عصب الأمن والاستقرار بالبلاد. واستشهاد ابرياء من كرام المواطنين طالتهم نيران الفتنة التي اسهم فيها هذا التصعيد غير المبرر.
لقد شهدت الفترة الماضية من عمر الحكومة الانتقالية تجاوزات كبيرة بالاعتداء على حقوق العاملين بمؤسسات الدولة من تشريد وإحالة للصالح العام دون وجه حق او سند من قانون، كما شهدنا محاولات تفصيل القوانين وتوظيف موسسات القضاء والعدالة لتصبح موسسات سياسية، كل ذلك يتم دون سند من تفويض انتخابي او توافق سياسي يجنب البلاد شرور المواجهة.
ان توفيق اوضاع المؤسسات العامة على نحو يخدم التمهيد لقيام انتخابات حرة ونزيهة هو هدف الجميع ويجد الدعم والمساندة، ولكن استخدام ذلك غطاءا لأغراض سياسية في استهداف الأفراد والمؤسسات يؤدي الى مزيد من التعقيد والتصعيد ويكشف عن نوايا مسبقة للتمهيد لاستدامة المؤسسات غير المنتخبة والأشخاص غير المؤهلين .
اننا ندعوا كل العقلاءوالحكماء للتحرك العاجل لاستدراك الأمور قبل استفحالها فما شهدناه بالأمس من سوء إدارة لازمة محدودة واصرار على تصعيدها على نحو عرض استقرار البلاد لمخاطر عظيمة، ينذر بشر مستطير يكاد يعم الجميع ولا يستثني احدا.
ان المطلوب الان هو اعادة النظر فورا في تشكيل موسسات الانتقال العليا من مجلسي السيادة والوزراء والإسراع بالتوافق على معايير إدارة الفترة الانتقالية وإسناد المهام التنفيذية لكفاءات وطنية مشهود لها بالاستقامة والنزاهة والحيدة التي تمكنها من اداء وظيفتها على الوجه الذي يؤمن استقرار الفترة الانتقالية ويحشد خلفها طاقات الشعب ويعبر بالبلاد الى بر التفويض الانتخابي.
نجدد الدعاء للشهداء من المواطنين الأبرياء وجنود وضباط القوات النظامية والأجهزة الأمنية ونسال الله الشفاء للجرحى .
الخرطوم – 15 يناير ٢٠٢٠م