سياسة محلية

عضو مجلس السيادة التعايشي يرد : توجيه الاتهامات وإثارة الكراهية ضد الأفراد بالمعلومات المغلوطة والحقائق المبتورة

اصدر الاستاذ محمد حسن التعايشي عضو مجلسالسيادة الانتقالي ، بيانا توضيحيا حول مقطع الفيديو الذي تم تداوله خلال اليومين الماضيين وما اعقب ذلك من تعليقات تتهمه بوصفه للاسلام بانه يكرس للكراهية والعنصرية
وفيما يلي نص البيان التوضيحي:

لقد تم خلال اليومين الماضيين تداول مقطع فيديو مدته 29 ثانية تقريباً، أظهرُ فيه متحدثاً عن موضوع الكراهية والعنصرية وجذورهما الثقافية والدينية، وبسبب ذلك التسجيل ظهرت تعليقات تتحدث عن وصفي أو اتهامي للدين الإسلامي بالتكريس للكراهية والعنصرية.

من حيث المبدأ، لستُ منزعجاً من الحوار والجدال والنقاش الذي يجري، ولا بتداول المتداولين للموضوع، بل سعيد بتدافع الناس بمختلف أفكارهم ومشاربهم ومناهجهم لإدارة النقاش كلٍ حسب فهمه للأمور. ولستُ منزعجاً كثيراً من الاتهامات التي تمت والأحكام التي صدرت، إذ أن الحوار، من بين جميع السبل المتاحة لادارة الخلافات، هو الأفضل، لأنه اذا تم على وجه سليم يعزز التفاهم بدلاً عن التباعد وإثارة الخصام.

بيد أن الحوار أو النقاش ينبغي أن يكون موضوعياً، مبنياً على حقائق كاملة، غير مبتورة ولكي يكون الحوار أو النقاش على هذا النحو فيما يتعلق بالموضوع المثار، أود بيان وتوضيح بعض الحقائق منعاً لبناء استنتاجات أو التوصل إلى خلاصات أوتوجيه اتهامات على معلومات غير صحيحة أو مبتورة قصداً، تنتهي بالمجتمع إلى مزيدٍ من الكراهية التي يتوجب علينا جميعاً محاربتها بدلاً عن تأجيجها. وهذه الحقائق هي كالآتي:

1. إن المقطع المتداول مأخوذ عن قصد لإفراغه من محتواه الحقيقي ومقصده الأصلي، فهو مبتور من فيديو مدته ساعتان الا سبع دقائق، تم تسجيله بتاريخ 12 مارس 2018 بعنوان “خطاب الكراهية وفرص التغيير في السودان” .
2. في الفيديو الكامل، الذي اقتطع منه عمداً الفيديو المنشور حديثاً، تحدثتُ عن الأصل الثقافي والديني لخطاب الكراهية وقصدتُ أن هناك مفاهيم عن الدين وأنماط ثقافية تنطوي على الكراهية والعنصرية، ولم أقصد الدين كقيم مجردة، وإنما كما هو مفهوم عند الناس وممارستهم أو تفسيرهم للدين كقيم مجردة، وهو أمر ظاهر بانتشار العنصرية والكراهية (والحروب التي قامت بسببهما) في بلاد ومجتمعات كثيرة تدين بالاسلام.
3. بعد الثانية 29، تحدثتُ في ساعة و 33 دقيقة تقريباً شارحاً هذا المقصود بما ورد في الفيديو المبتور عمداً.
4. إنني أرجوا من كل المتابعين والمهتمين بهذا الأمر “بصرف النظر عن دوافعهم” مشاهدة الفيديو كاملاً ثم إدارة الحوار أو النقاش حوله بموضوعية، وهو القصد الأساسي الذي دفعني إلى تسجيل الفيديو الذي تمت مشاهدته 51 الف مرة تقريباً في حينها.
5. إن اهتمامي بخطاب الكراهية والعنصرية هو إهتمام قديم، قدمتُ حوله المئات من المحاضرات والندوات والمناقشات، وهو اهتمامٌ نابعٌ من قناعة ثابتة هي أن قيم التسامح والتعايش والتدامج لا تتم إلا بكشف جذور الكراهية والاعتراف بها ومعالجتها والاعتذار عنها.
6. إن الأديان والشرائع، والدين الإسلامي خاصةً، فيما أعلم وأؤمن، قائمة علي قيم عظيمة ونبيلة دعت الناس للتسامح والمساواة واحترام الكرامة الانسانية. أما المفاهيم الخاطئة التي حرفت قيم الدين المجردة بسبب التفسير أو الممارسة، فهي التي تكرس للكراهية والعنصرية واحتقار النوع.
7. إننا إذ نعتزم بناء وطن على أسس من المساواة والعدالة والتسامح يتوجب علينا القيام بسبر أغوار خطاب الكراهية والتمييز من حيث التاريخ والنشاة والتطور، والتصدي بلا تردد أو وجل للمدافعين بوعي أو بلا وعي عنه والمستفيدين منه لتصحيح وتنقية حياتنا من تشوهات الماضي وبناء مجتمع متسامح. إنني في قيامي بذلك لن أخشى أبداً لومة لائم ولا نقد ناقد مدفوعٍ بأغراض سياسية أو مذاهب دينية تريد لنا الاستمرار في الواقع المشوه الذي ورثناه.

وهذا ما لزم بيانه.

محمد حسن عثمان التعايشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى