مقالات

المشروع الحضاري ماهو إلا مشروع للسرقة والنهب و ليس مشروعاً للقيم الفاضلة

بقلم : أحمد الطيب السناري

المشروع الحضاري ماهو إلا مشروع للسرقة والنهب و ليس مشروعاً للقيم الفاضلة

عام من الثورة والإنتصار الكبير علي نظام الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني .

عام من صمود الشعب ابناء وبنات بعانخي وتهراقا والمهدي و علي عبد اللطيف و عبد القادر الحبوب و القرشي .

عام علي سقوط المشروع الحضاري الذي انتهي بنهاية البشير وعصابته السارقون .

المجد لشهدائنا الذين اناروا طريق القافلة المجد لهم جميعاً منذ التاية مروراً بجميع الشهداء إلى ماكور و النمير و بابكر .
منذ أن بدأ الانقلاب المشؤوم في يونيو 1989 ظلت الحركة الاسلامية جاثمة علي صدر شعبنا بقوة السلاح وبالصلف العسكري الغاشم جاعلون من أنفسهم آلهةً في هذة الارض ( فالله يفعل مايريد ) فأباحوا القتل والنهب والاغتصاب والتشريد وقهر الرجال .
ومنذ أيامها الاوائل وعبر مهندسي الانقلاب قامت الحركة الاسلامية بتصفية كوادر الخدمة المدنية برفدهم من العمل وتشريد الموظفين الذين كانت لهم علاقة بالنظام الديمقراطي و الذين اتوا الي هذه الوظائف عبر نظام لجان الاختيار و المنظومة التي تركها الانجليز فتوالت عليها الحكومات المدنية و العسكرية دون تغيير من النظام الانجليزي كأفضل خدمة مدنية بافريقيا الا انها في عهدهم قد تغيرت موازينها واختياراتها وطرق الدخول الي الوظيفة العامة بالسودان .
كان الإسلاميون (وليتهم من الإسلام بشي) يعملون بالتوازي إذ في الوقت الذي بدأ فيه الاسلاميين تصفية الخدمة المدنية كان قادتهم بالجيش يقومون بتصفية العساكر قتلاً فكانت تصفية (ضباط 28 رمضان) دون تقديمهم للمحاكمة ودون معرفة ذويهم لمقابرهم التي وارتهم .
لاتزال قلوب وافئدة السودانيون تتحسر علي تفريط ذات الاسلاميين في ثلث البلد (دولة الجنوب) بل والمؤسف حقاً أن نظام الاسلاميين والمؤتمر الوطني قادوا حرب شعواء ضد الحركة الشعبية راح ضحيتها 2 مليون مواطن (سوداني) و أكثر من 5 مليون نازح تحت مسمى استرداد الاراضي من المتمردين فكانت اطول حرب شعبية بأفريقيا انتهت بتوقيع السلام بنيفاشا 2002 فكانت النتيجة أن ترحم سيئ الذكر (علي عثمان) علي القتلى من الجانبين دون أن يسمي اي طرف بالشهداء والاخرين بالكفار .
فالحركة الاسلامية وبقبضتها علي السلطة كانت ترسل الشباب والطلاب من أبناء الشعب الي الجنوب تحت راية الجهاد و الشهادة فكأنما كانت ترسل اخواننا الي السماء و تمكث هي بالارض منعّمة و باسطة زراعيها علي رفاهية الشعب وقوته .
واستمراراً في صُنع الازمات وبعد انتهاء أزمة (المسلمين والكفار ) ونهايتها بقيام دولة الجنوب كان لابد للحركة الاسلامية أن تفتعل المشاكل الأخرى بالوطن فكانت مشكلة دارفور كأسواء الكوارث التي المّت بالوطن وأعظم كوارث العالم الانسانية اذا قامت الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني بإستخدام سياسة الارض المحروقة هناك بغربنا الحبيب فقتلت حسب تقديرات الامم المتحدة الآلاف من السودانيين .
نتابع هذة الأيام ماتقوم به لجنة إزالة التمكين من استرداد للاموال والممتلكات الخاصة بالشعب و التي قام النظام البائد بالسيطرة عليها عبر كوادره او شركاته او مستثمريه وما تقوم به هذة اللجنة هو عمل عظيم تعود فائدته اولاً واخيراً للشعب السوداني عبر وزارة المالية ، و هذه الممتلكات المنهوبة تكشف بما لا يدع مجالاً للشك ان المشروع الحضاري للاسلاميين ماهو إلا مشروع للسرقة والنهب وليس مشروعاً للقيم الفاضلة .
فإن مكارم الاخلاق والمبادئ الثابتة والراسخة في شعبنا من لدن بعانخي ستبقى نبراساً ينير الطريق للحرية و العدالة و الديمقراطية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى