جولة يومية
بقلم : متوكل الدسوقي
كالعادة خرجت في جولة صباح اليوم لمعرفة ما يستجد في الحياة اليومية وتداعيات الحظر والكرونا ..
بعد قرار اغلاق البنوك امام المعاملات اليومية قررت ان ابدا جولتي بالصرافات الالية ..
بدات بصرافة وزارة الثروة الحيوانية غرب ابو حمامة وجدت بعض الشباب خارج الصرافة اخبروني انهم يقفون منذ الصباح والصراف خارج الشبكة تحركت الى صراف بنك امدرمان الوطني بمجمع سارية الصناعي وجدته يعاني من نفس الاشكال واصلت طريقي حتى شارع جبرة وجدت كل الصرافات الالية ايضا خارج الشبكة عدت ادراجي وواصلت بحثي في صرافات شارع الحرية بمنطقتي ابو حمامة والسجانة رأيت عدد كبير من الناس يبحثون عن منافذ صرف دون جدوى .. سألت احد حراس البنك الفرنسي الذي كان يهم بقفل ابواب البنك الخارجية عن مشكلة الصراف الآلي التابع للبنك فأخبرني انه يعمل بشكل جيد بعد الدخول في زمن الحظر !!!!
اجابته بالتأكيد كانت صادمة جعلتني اتساءل هل غياب الشبكة عن الصرافات الالية مقصود ؟ فقد علمت ان كل الصرافات تمت تغذيتها بالنقود ولا تعاني من اي مشاكل في السيولة ..
تحدثت مع بعض المواطنين فأخبروني انهم في حالة بحث منذ الصباح الباكر ولم يجدوا اي صراف يعمل والبنوك اغلقت ابوابها امامهم ..
قررت ان ابحث عن اسباب الازمات الاخرى وتحديدا الغاز بعد الاعلان عن توفره بكميات تكفي الطلب .. زرت اكثر من محل للغاز داخل الاحياء والشوارع الرئيسية وجدت اغلبهم يقومون بتبديل انبوبتك باخرى ممتلئة شرطا ان تكون انبوبتك من الشركات المعروفة مثل ( النيل ، امان ، ابرسي … الخ ) ويقومون بتديلها لك بانابيب غير معروفة ولم اسمع بها من قبل مثل : ( الطريفي والديمقراطي وبيتا واخريات لم استطع حفظ اساميها ) ورغم ذلك تدفع لهم مبلغ 1200 جنيه .. اي نعم والله هذا ما قالوه البعض اضطر الى التبديل والبعض تحوقل وذهب من حيث اتى ..
قررت ان اذهب الى مستودعات الغاز الرئيسية بالقرب من اليرموك .
عندما وصلت خيل الي ان كل السودان موجود هناك وعرفت سبب خلو الشوارع عدا الشارع المؤدي الى المستودعات ازدحام خرافي مبالغ فيه ولكن الامر الجيد ان الغاز كان متوفر بكثرة اعداد ضخمة من ( الدفارات ) تحمل الاف من اسطوانات الغاز تتراص غرب شارع الكلاكلة شرق في مواجهة المستودعات التي يحرسها عدد كبير جدا من افراد الشرطة بعربات مدججة وبعض النظاميين بملابس مدنية والبيع يسير في انسياب تام .. قال لي بعض المواطنين انهم ظلوا في هذا الموقع لايام طويلة حتى نالوا مرادهم اليوم وعلمت ان الغاز سيتم توزيعه على الاحياء ابتداء من يوم الغد الاربعاء 22 ابريل ..
بعد هذه الجولة قررت العودة الى البيت وعندما وصلت الى الحي وجدت عربة دفار جامبو تقف في احدى الفسحات تبيع المواد الغذائية باسعار مخفضة واستطعت ان أقرأ وسط الزحام الاستيكر الموضوع على العربة ( وزارة الثروة الحيوانية والموارد المائية – مشروع البيع المخفض للمواطنين بسعر الانتاج ) ابتسمت عندما رأيت الوجوه الفرحة باعتباره اول حدث ايجابي منذ الصباح قررت بعدها العودة الى البيت قابلني احد شباب لجان التغيير والخدمات وهو متهلل الوجه فقال لي لقد احضرنا سكر مخفض لمواطني الحي سعة 10 كيلو بسعر ( 540 ) جنيها التسجيل بمسجد الشيخ الشمباتي لو رغبت ..
توجهت الى المكان المعني وقمت بشراء ما يكفيني من السكر ..
وانتهي اليوم بدخول زمن الحظر الشامل لليوم الرابع
