إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك : الصادق والسر قدور.. بحبك يا مصر!!

ما بين الصادق المهدي، والسر قدور، من أوجه الشبه، أبعد من كونهما بلغا أرذل العمر، فالأعمار بيد الله، لكن كلاهما يموت عشقا في حب مصر، وإن وقع بينهما إختلاف مقدار فقط في طبيعة ذلك الحب المدمر.. فالسر قدور له أسبابه الفنية التي جعلته يعيش معهم ويصاهرهم، لكن الصادق المهدي يخشاهم بل ويخافهم، مما دفعه مكرها لأن ينافقهم ويتزلف إليهم!! حتى إنتهى به الأمر إلى أن أصبح مطية لكل من أراد شرا بالسودان، طالما أنه سوف يعيده إلى حكم البلاد!! فهذا هو المهم..
عندما إنقلب الترابي على النظام الديمقراطي، تعرض الصادق المهدي لهجوم مذل من الصحافة المصرية، التي قالت عنه، “إن من يلعب بالنار، هو أول من يكتوي بها””، في إعتراف صريح بدور مصري في الإنقلاب، ردا على ما أسمته بالتصرفات الصبيانية للسيد الصادق المهدي، تجاه مصر، فالمصالح المصرية في السودان خط أحمر!!
لكن سليل الحسب والنسب، لا يوجد لديه أدنى إحساس بالعزة الوطنية، يمكن أن يمنعه من التزلف للمصريين وهو يعلم يقينا أنهم لا يحبونه، وينسبون إليه ثورة جده الإمام محمد أحمد المهدي، التي جعلته يطرد الأتراك والإنجليز من السودان، الأمر الذي يعتبره المصريون كفرا مبينا!! لذلك فقد ذهب إليهم بعد إستيلاء السيسي على السلطة ليؤدي فروض الولاء والطاعة، ويهاجم المشروع الإسلامي الذي يروج له الإخوان المسلمون، بقوله، “إن الشريعة لا يمكن أن تقوم، إلا بعد تحقيق مجتمع الكفاية والعدل!! تصوروا أن يقول من يدعي إمامة المسلمين مثل ذلك القول الفج؟؟ والسؤال إلى الإمام هو، ما هي حاجة المجتمع الإسلامي إلى الشريعة، إذا أصبح من الممكن قيام دولة الكفاية والعدل من دونها؟؟ إنه الكذب والنفاق بعينه..
وبينما سبق لـ “اللمام” كما يسميه شباب الثورة أن أعلن صراحة أن قوانين سبتمبر 83، لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به!! فإنه قد جبن عن مواجهتها عندما ركب العمودية، ولحس كلامه كأن شيئا لم يكن!!
وقد راج مؤخرا همس بشفاه غليظة، عن توجه قوي بدعم إقليمي، لإبعاد حمدوك، وإستبداله بالصادق المهدي، ربما كجزء من المساومة التاريخية، أو خارجها.. ولكن تآمر الصادق المهدي مع الأجنبي غير مستبعد، طالما أن الثمن هو جلوسه على الكرسي.. ولكن وين ياااا.. شباب الثورة في الميدان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى