مع الجيش الأبيض

د.مشعل حسين محجوب يكتب : نقابة الأطباء

في البداية أود ان أوجه التحية لكل الطواقم الطبية والطواقم المساندة و كل موظفي الخدمة المدنية والقطاع الخاص وعمال الخدمات الأساسية الذين يمثلون سور السودان العظيم أمام جائحة كورونا والذين رغم ضخامة الأزمة التي نمر بها الأن لولاهم لكانت مصيبتنا أكبر.
تعتري المجال الصحي عدة أزمات ومشاكل طفحت على السطح في الآونة الاخيرة لنا ان نذكر منها ما يرتبط بالأطباء من الاعتداءات المتكررة والوضع المتردي في المستشفيات وازدياد معدلات الهجرة وضعف التدريب والعائد الغير مجزي مقارنة بساعات العمل الطويلة والمرهقة وأخيرا ضعف الرغبة في العمل خصوصا مع جائحة كورونا وعدم توفر الحماية الكافية للكوادر الطبية في مواجهتها. في تقديري ان كثير من هذه المشاكل ما هي إلا أعراض للمرض الأساسي وهو غياب الجسم النقابي الشرعي الممثل للأطباء.
قامت الإنقاذ وبشكل ممنهج بإضعاف وتفكيك نقابة الأطباء التي سميت بإتحاد الأطباء، فكانت جسد بلا روح، تلخص جل عملها في تمليك بعض الأطباء سيارات بأقساط ميسرة واستخراج بطاقاتها، ولكنها لم توفر حتى التأمين الصحي اللازم للأطباء ناهيك عن توفير الحماية او الدفع بمطالبهم في بيئة عمل أفضل فلم يكن لذلك الاتحاد اي قبول أو شرعية بين جموع الأطباء.
اذكر مرة حكى فيها أحد الزملاء انه لجأ للإتحاد بعد الاعتداء عليه فكان ردهم انهم جسم “ثقافي، اجتماعي” ليس من واجباته حماية الأطباء في اماكن عملهم!
أهم من الماضي حاليا هو اين الأطباء اليوم واين صارت نقابتهم؟
بعد سقوط النظام السابق والاتفاق بين المدنيين والعسكريين، وبعد حل جميع الإتحادات السابقة، أصدر مجلس السيادة قرار رقم (18) بتشكيل لجنة تسيير لإتحاد الأطباء من 12 عضو تقوم بالمهام الاساسية لحين قيام النقابة. وقامت 3 اجسام تمثل نقابات ظل وهي لجنة الأطباء المركزية ونقابة الاطباء ولجنة الاستشاريين والاختصاصيين بتكوين ما يعرف بالمكتب الموحد الذي يعمل على حصر الأطباء والتمهيد للنقابة.
رغم ان جميع الاجسام المكونة للمكتب الموحد غير منتخبة واغلب عضويتها غير معروف لعموم الأطباء الا ان التوافق حول عملهم التمهيدي للنقابة كبير في رأيي ولكن يبقى عدم الشفافية والفشل في التواصل مع الأطباء في كثير من الأحيان او البطء في العمل أحيانا اخرى من الجوانب المخيبة للآمال في المكتب الموحد. إضافة لوجود خلافات بين بعض هذه الأجسام والهواجس من ان تؤثر هذه الخلافات على شكل النقابة المستقبلي.
أضف لذلك مشاكل قانون النقابات الحالي ودستور نقابة الأطباء قيد النقاش الذي يحد بشدة من دور اطباء الامتياز في النقابة المستقبلية بالرغم من كونهم ركن أساسي في عجلة العمل داخل المستشفيات التعليمية.
كل ما ذكرناه هي مشاكل وعقبات امام قيام نقابة الأطباء، وما أشد الحوجة الان لجسم يتوافق عليه الأطباء لحمايتهم والمحافظة على حقوقهم و رفع روحهم المعنوية في مواجهة الوباء الحالي.
الان امام المكتب الموحد والأجسام المكونة له خياران لا ثالث لهما، اما ان يسارع بتشكيل اللجنة التمهيدية و عمل انتخابات نقابية يكون عليها توافق من الأطباء لتنتج نقابة لها تأييد حقيقي، او ان جموع الأطباء ستسحب الثقة في مرحلة ما من هذه الأجسام و تقوم بعمل نقابتها بمبادرات قد تلقى تأييد يخطف من هذه الاجسام قواعدها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى