إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك يكتب : مهددات الثورة خارجية وليست داخلية!!


تذكرون ما كتبه الفاقد التربوي الهندي عز الدين، عند ما أشاد بالموقف المصري الذي قال إنه مؤيد للدولة السودانية، وعلى طريقة يكاد المريب أن يقول خذوني، قال، إنه عندما كان يجاهر برأيه في ذلك الصدد، كان البعض يتهمه بالعمالة لمصر!!
أولا، إن “تيار” الإختراق المصري للجسد السياسي السوداني المنهك لم يبدأ مع الهندي عزالدين، حتى نتهمه بما ليس فيه، وإنما هو سلسلة ممتدة عبر وسائل كثيرة، بدأت في العصر الحديث مع موظفي الري، والبعثة التعليمية، والوعاظ وأئمة المساجد، هذا في جانبه المعلوماتي، أما في الشق التكويني، فهناك أحزاب سياسية تقليدية “كبيرة”، لا تخطئها العين المجردة، أعلنت عن إئتلافها في القاهرة، وكانت تؤدي فروض الولاء والطاعة للمصريين، باسم النضال ضد الاستعمار البريطاني، من أجل وحدة وادي النيل، ونشأت كترياق مضاد للأحزاب الأخرى التي شكلها الإنجليز تحت شعار “المهدية الجديدة”!! وبين هؤلاء وأولئك، كانت تدور حركات المثقفين السودانيين، التي جاءت كلها من مصر، وفي مقدمتها أحزاب اليسار، والحركات الإسلامية، فكانت جميعها ملوثة بجرثومة المحبة والعشق والانتماء لغير السودان، ويبقى الحزب الجمهوري، هو الحزب الوحيد الذي نشأ خارج ذلك النفوذ الطائفي، والتأثير البريطاني والمصري!!
لكن، وبكل أسف، وبعد أن إنشغلت بريطانيا عن السودان، أو قل إرتخت قبضتها على الشأن السوداني، وإحباط المحاولات الأمريكية لتأسيس وجود قوي في السودان، نتيجة لوهم القومية العربية الساذج، ومحاربة قوى الإمبريالية العالمية، تم تجيير الوطن بأكمله لمصلحة القوى الإقليمية التي تمثلها مصر عبد الناصر، لتمارس دورها غير الأخلاقي في سرقة خيرات البلاد، بدعم مباشر من القوى الوطنية، كما حدث في اتفاقية السد العالي، ومياه النيل!! وأصبح الملعب كله جاهزا للمارسات الرذيلة، التي ظل المصريون يمارسونها علنا وعلى عينك يا تاجر، لدرجة أنهم فتحوا جامعاتهم للراسبين في الشهادة السودانية لدراسة الطب والهندسة وغيرهما في جامعاتها المنتشرة في طول البلاد وعرضها.. لأنهم يدركون أن أمثال هؤلاء الخريجين، سيشكلون “التيار” الأقوى في توجيه مستقبل السودان!! وسيؤمنون مصالح مصر طالما ظلوا أهلاوية وزملكاوية!!
الشيء المحزن، أن الحزب الجمهوري الذي كان يشكل الأمل الحقيقي لحركة المثقفين المبرأة من الولاءات الدولية والإقليمية، لم يعد يلبي تلك الأشواق، بعد أن أعادت تشكيله الأستاذة أسماء محمود محمد طه، كوريثة شرعية لوالدها، ووصفه كبار الجمهوريين بأنه أصبح حزبا طائفيا مشبوها، مثله مثل غيره من الأحزاب الطائفية والعقائدية!!
آخر الكلام..
لماذا لم ينطق ذو الكوز وضياء الدين بلال، عندما تم فتح المطار لإبن أحد كبار ضباط الجيش القادم من القاهرة على الطائرة العسكرية المصرية، ولماذا صمتوا صمت القبور؟؟
ما قلتو نوبة!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى