مزامير

متوكل الدسوقي يكتب : مريم الأخرى

● استنسخت قناة النيل الازرق في هذا الموسم من رمضان برنامج ونسة وفكرة البرنامج تقوم على العنصر النسوي من خلال ثلاثة مذيعات نجود حبيب ومودة عثمان و نسرين النمر وهن يحاورن ضيفة واحدة ، وفكرة البرنامج اصلا ليست جديدة فقد تم استنساخ الفكرة من البرنامج الشهير ( كلام نواعم ) ولكن برنامج ونسة مسخ مشوه لذلك البرنامج تابعت عدد من الحلقات في هذا البرنامج وجدت ان الفكرة واحدة لا تتغير ويبدو ان الهدف الاساسي من هذا البرنامج هو النيل من الرجل وخلق عداء بين آدم وحواء دون فهم والهدف الاساسي هو خلق شوو لهذا البرنامج الهزيل .

يبدو ان اغلب ضيفات البرنامج بمن فيهن المذيعات يعانين من عقدة متأصلة نحو الرجل ويبدو ذلك واضحا من طريقة التشفي في الطرح والمعالجات ففي بعض الحلقات سألت احدى المذيعات ضيفة الحلقة عن تعريف السند الحقيقي للمرأة فكان رد الضيفة صادم جدا حتى للمذيعة اذ اجابت الضيفة على السؤال :
( سند المرأة الحقيقي هو المال فقط !!! ) .
ذهلت المذيعة واخواتها من هذا الرد حتى تلعثمت وقالت لها في محاولة لمعالجة الموقف : افتكرتك حا تقولي اختك او صديقتك ..!!!
طبعا المذيعة جات تكحلها عمتها !!!
وكعادة اغلب البرامج على القنوات السودانية في رمضان الاعداد لهذا البرنامج ضعيف جدا وهو فعلا اسم على مسمى ( ونسة ) وتعبئة هواء .
هل كل مشاكل المرأة متمثلة في الرجل ؟ وهل اقصاء الرجل ومحاولة شيطنته بهذه الطريقة يعتبر حل لكل مشاكل ونهاية لمعاناة المرأة ؟

تمنيت ان يكون هذا البرنامج اكثر عمقا وتأصيلا لقضايا المجتمع عموما فالمرأة والرجل ليسا كائنين مختلفين كل واحد منهما جاء من كوكب مختلف ليحتل الاخر ، النساء شقائق الرجال وهما يكملان المجتمع ، المرأة بالنسبة للرجل هي الام والاخت والزوجة والابنة والرجل للمرأة هو الاب والاخ والزوج والابن ، يسند كل منهما الاخر لتمر الحياة كما سطر لها .

● أحد الاصدقاء ويسكن بالخرطوم 3 كان يعاني من السمنة المفرطة وبسبب حجمه الضخم كان كلما تقدم لخطبة اي واحدة كان يجد الرفض بسبب بدانته رغم انه من اسرة ميسورة الحال ، الرفض المتواصل لصديقنا هذا جعله يكره النساء لدرجة انه اصبح لا يطيق رؤيتهن ولا يتعامل معهن ابدا وذهب ابعد من ذلك وقام بتكوين جمعية رجالية اسماها ( الجمعية السودانية لكارهي النساء ) .. نعم اسماها كذلك وتم الترويج للجمعية والاغرب انها وجدت رواجا واصبح لها مقر و اعضاء ومريدين وتم ترشيح صديقي رئيسا للجمعية ، كنت كثير النقاش معه في هذا الموضوع وعن انه لا يصح ان يعادي المرأة وهي احد اسباب تواجده في الدنيا ولكني كنت اصطدم بعناده الشديد وكرهه للمرأة لدرجة التعصب .

مرت سنوات وصديقي لا زال متمسكا برأيه ، ولكن ودون سابق انذار وليلا ودون اضاءة وقع صديقي في المحظور ، خفق قلبه دون ارادته حاول ان يطرد وسواس الحب فلم يستطع اخترقته سهام كيوبيد ولكن هذه المرة كان الطرف الاخر يبادله نفس الحب ، هنا اضطر صديقي’ان يتقدم لها فوافقت هي واسرتها وتم الزواج ولكن قبل ذلك قام هذا العاشق بحل الجمعية السودانية لكارهي النساء وتشريد اعضائها ، والان عندما اذكر له هذه الذكريات يضحك ويقول لي ( ياخ ديك ايام جهل .. مافي اجمل من وجود المرأة في حياتنا ) ..

ربنا قال ( وجعلنا بينهما مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) صدق الله العظيم

المودة والرحمة هي مفتاح السعادة الحقيقية بين الرجل والمرأة التي لا يمكن ان تشتريها بكل كنوز الدنيا .

■ مزمار اخير :

والمدى يمتد وجدا عابرا
هذي المدينة
خبريني’..
هل انا ابدو حزينا
هل انا القاتل والمقتول حينا
والرهينة ..
هل انا البحر الذي لا يأمن الان السفينة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى