إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك يكتب: رسالة مفتوحة إلى البرهان


نحن نربأ بجيشنا العظيم، أن يتواضع ويتدلى، ليخوض في وحل قناة الجزيرة القطرية ومياهها الآسنة، فتلك المؤسسة غير المنضبطة، التي تحمي مشيختها الجيوش الأمريكية والتركية، لا تستحق أن تراق في سبيل الرد عليها قطرة مداد واحدة، من جانب الناطق الرسمي باسم قواتنا المسلحة، ناهيك عن التوجه لمقاضاتها، إن صح ذلك التهديد..
لقد بح صوتنا ونحن نطالب السيد وزير الثقافة والإعلام باتخاذ موقف قوي تجاه طاقم عمل تلك القناة، الذي يقوده عدو ثورة الشباب المسلمي الكباشي، والذي جاء إلى ذلك المنصب من مجلة إجتماعية صغيرة، لا يعرفها أحد، كان تصدرها جمعية الإصلاح الاجتماعي بدبي، إحدى واجهات التنظيم العالمي للأخوان المسلمين، بعد أن طردته دولة الإمارات العربية المتحدة من أراضيها، أثناء سعيها لتنقية نسيجها المجتمعي من دنس تلك الجماعة..
وقد نبهنا السيد وزير الإعلام والثقافة، إلى أن ما يقوم به ذلك الكباشي من عبث بأمن البلاد القومي، يرتقي إلى درجة الخيانة العظمى، خاصة عندما قام باستدراج ضابط صغير في القوات المسلحة، تم إصدار قرار إداري في حقه، وهو الملازم أول محمد صديق، ليضعه في مواجهة مذيع تلفزيوني محترف، أعد نفسه جيدا لتلك المهمة (……)، مستغلا حالة الغضب الشديد التي إعترت ذلك الشاب الثوري والوطني العظيم، فأخرجته عن طوره، وجعلته يتحدث عن أشياء ما كان ينبغي أن يبوح بها خارج أسوار مؤسسته العسكرية، ولكنه السلوك اللامهني، الذي جعل المسلمي الكباشي، وأفراد طاقمه، يبيعون وطنهم بثمن بخس، مقابل ريالات قطرية لن تشفع لهم عند مواجهتم بحجم الجريمة التي إرتكبوها في حق أهلهم وناسهم!! وهذا ما نحن بصدد القيام به، لإغلاق مكتب قناة الجزيرة بقرار قضائي، وسحب تراخيص جميع الذين يعملون بها، وبقرار قضائي أيضا!!
نحن لا نتحدث هنا عن دوافع القرار الذي أبعد خيرة أبنائنا في القوات المسلحة عن مواصلة دورهم الوطني، فذاك شيء آخر، وقد نبهنا وقتها إلى ضرورة إستيعاب هؤلاء الشباب في الحراك المدني، ولكن حالة الإنفعال والهيجان التي أثارتها قناة الجزيرة، بشحن شباب الثورة بطاقة سلبية، غيبت الوعي وغبشت الرؤية عن إدراك حقائق الأشياء، فوقعنا جميعنا في المحظور..
لقد نبهنا كثيرا السيد فيصل محمد صالح إلى ضرورة الإنتباه لتلك المخاطر، خاصة في عمليات البث المباشر التي تقوم بها جهات مشبوهة من داخل الأسواق والتجمعات البشرية، لمصلحة قناة الجزيرة، ولكنه أدار لنا ظهره، تعاليا وتكبرا علينا، واستخفافا بنا، الشيء الذي دفعنا للخروج عن أطوارنا، ومخاطبته بلغة ما كنا نتمناها، فجاءت جميعها خصما علينا، ولكنها في النهاية حققت بعض مبتغانا..
آخر الكلام..
التضارب الذي حدث بين رواية الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، والناطق الرسمي باسم الحكومة، حول طائرة مانشستر سيتي، ينفي أي إدعاء بأن المكون العسكري، والمدني، يعملان في أدنى مستوى من مستويات التنسيق، ناهيك عن التناغم الذي يتحدثون عنه!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى