مداد وحروف

محمد فضل الله يكتب : الإعلام العربي ..صراع حقيقة أم أجندة

يشهد الإعلام العربي فترة خطيرة لم يشهد مثيلها منذ نشأة الصحافة والتلفزيون في المنطقة العربية، عنوانها انحطاط الأخلاق المهنية وغياب الموضوعية والهجوم والتلاعب بالمقدرات والأوطان.
ويمر باختبار كبير في وقت تعصِف بالمنطقة تحولات كبيرة، ما يلقي بالمسؤولية على الإعلام والإعلاميين في نقل الحقيقة والتحلي بالمصداقية والمهنية لإعلام الناس التواقين للتعرف إلى ما يدور حولهم.
الإعلام بعد ما يسمى بالربيع العربي واضح في أجنداته، حاد في انحيازاته، وسقط ضحية دوره بصفته أداة من أدوات السلطة ووسائلها، والمصداقية في ذلك السقوط لا تعود قاعدة بل استثناء، ما يطرح كثيراً من الأسئلة حول المستوى الذي وصل إليه الإعلام في فقدانه تلك المصداقية والمهنية.
المنطقة العربية هي أكثر مناطق العالم إنفاقاً على التدريب خلال العشر سنوات الماضية، لكن ذلك لن يجدي نفعاً ما دامت الوسائل الإعلامية لا تراعي القواعد الإعلامية، فالمعايير المهنية الصحفية معروفة للجميع.
هناك سياسات وتوجهات واضحة ومعلنة للمؤسسات الإعلامية الغربية ما يجعل المتلقي يحترمها، لأنها أعلنت انحيازها وأهدافها من تغطيتها للحدث، لكن الجمهور العربي مازال ينخدع في بعض وسائل الإعلام العربية التي تدس له السم في العسل وتعتمد على ما كونته من شعبية لا تعتمد بالأساس على المصداقية والمهنية.
الإعلام العربي لا يعرف معنى الحياد لكنه يعتمد على تبني المواقف، وهو ما لا يعني الانحياز الكامل لقضية ما، وبين والحياد والانحياز مساحة يمكن معالجتها بالمهنية، إلى المستجدات التي أثرت في مصداقية الإعلام العربي وظهور جمهور واع وناشط، وزيادة مصادر المعلومات والأخبار عبر عدة وسائل أهمها الإنترنت.
آخير نؤكد أن المصداقية هاجس العلاقة بين وسائل الإعلام والمتلقين، وأن الإعلام يعِد الناس بالحرفية والنزاهة والموضوعية والثقافة والحياد، فيما تعود الناس على تلقي الأخبار من مصادر الإعلام المنتظر أن تتمتع بالمصداقية والمهنية. لكن أمر المصداقية أصبح على المحك وسقط الإعلام في فخ إغراءات التوجيه، وفقد دوره المتوازن الباحث عن الحقيقة، وإذا لم تتدارك هذه المؤسسات هذا الأمر فسلام عليها وعلى إعلامنا العربي، إلى حين إشعار آخر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى