مقالات

هاشم عبد الملك يكتب : السودان بين فصلين

أرسل لي الخبير الزراعي، رياض عوض شريف، أخصائي التحليل في بلدية أبوظبي، فيديو بصوت مولانا القاضي الدكتور إبراهيم المفتي، يشرح فيه بهدوء شديد السبب الذي جعل الدكتور حمدوك يطلب من الأمم المتحدة وضع السودان تحت الفصل السادس.. وللأمانة، فإنني لم أكن أعرف الفرق بين الوضع الذي طلبه السيد رئيس الوزراء، والوضع الذي كان فيه السودان بموجب الغصل السابع، الذي فرضته المنظمة الدولية على حكومة الإخوان المسلمين، وقبلوه عن يد وهم صاغرون، أي حقيرون ذليلون!! لذلك، لم أنبس ببنت شفه مؤيدا أو معارضا!!
الوضع كما شرحه مولانا الدكتور المفتي بلهجة سودانية رصينة، يفهمها البروفيسور في المختبر، وراعي الضأن في الخلاء، وهو يتلخص في أحد جوانبه، وببساطة شديدة، في أن المنظمة الدولية ستتكفل بإعادة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم، وتتحمل تبعات نقلهم، وتوفير الأمن والغذاء والدواء لهم، إلى أن يتحقق لهم الاستقرار.. أما في حال رفض الحكومة السودانية لهذا الجهد الأممي المجاني، فإنها سوف تلجأ إلى التسول لإطعام شعبها، ولن تجد إستجابة من أحد، بل سوف يتم فرض التدخل عليها بالقوة، وعندها لن يستطيع أحد أن يتنبأ بما يمكن أن تؤول إليه الأمور..
لكن، أهم ما لفت إنتباهي، هو قوله، بأن السودان بلا سيادة.. فالسودان سيادته منقوصة لأن شعبه يعيش في هوان، داخل أراضيه وخارجها، في صفوف العيش والغاز والبنزين، ولا تستطيع الدولة أن توفر له مطلوباته الأساسية التي يمكن أن يشتريها بنقوده، ناهيك عن الذين لا يملكون النقود.. وشعب بهذه المواصفات، شعب منتهك السيادة!!
فهل يفهم الداعشي محمد علي الجزولي، والمراهق الطائش معمر موسى هذه الحقائق؟؟
آخر الكلام
تابعت لقاءا في تلفزيون السودان، أدارته إعلامية سودانية إسمها ليمياء متوكل، من خلال برنامج “بتوقيت القلب”، قدمت فيه نموذجا للقدرات الإبداعية المتفردة، التي لا نراها كثيرا في مؤسساتنا الإعلامية.. فوالله وتالله، شعب فيه أمثال هذه الإنسانة، لن يضام!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى