سياسة محلية

ملاك صيدليات ولاية الخرطوم: في ظل الأوضاع الحالية من غير الممكن أداء الحد الأدنى من الخدمة

أصدرت ( اللجنة التسييرية) لشُعبة صيدليات ولاية الخرطوم بيانا للرأي العام تناول الوضع الحالي وعدم توفر الدواء بشكل عام والأدوية المنقذة للحياة على وجه الخصوص.
وقد عزا بيان شُعبة ملاك الصيدليات التردي في أوضاع قطاع الصيدلة إلي السياسات المرتجلة أحادية الجانب. وأكدت شُعبة ملاك الصيدليات بعدم تمكنهم من أداء الحد الأدنى من الخدمة المتوقعة في ظل تنصل كل الجهات عن القيام بمهامها.
وتناول البيان الأسباب التي أدت الي هذا الواقع وفاقمت من معاناة المواطن اليومية من فوضى التوزيع الدوائي وإرتباك التسعير على مدى الثلاثة أعوام الماضية، كما أكد البيان على تفاقم الأزمة بسبب صمت الجهات المسؤولة وتجاهلها لمطالب الصيدليات.

السودان اليوم Sudan2day تنشر النص الكامل للبيان أدناه:

بسم الله الرحمن الرحيم

المواطنون الأعِزاء رواد صيدليات المجتمع بولاية الخرطوم وجميع ولايات السودان .. تحية طيبة

نحييكم نحن شُعبة صيدليات ولاية الخرطوم (اللجنة التسييريّة)
ونود أن نُطلعكم علي الوضع الحالي والمعاناة اليومية لصيدليات المجتمع ..
يُحزننا كثيراً نحن في قطاع الصيدليات المجتمعية أن يبحث المواطن في عشرات الصيدليات المنتشرة علي طول الولاية وعرضها عن أدوية لاغنى عنها ومنقذه للحياة ولايجدها أو يجد عندنا كصيدليات إجابة شافية كافية عن سبب معاناته بعدم توفر الدواء .

حيث نجد أنّ واقع قطاع الصيدلة المحرج، نموذجا ملموسا أنتجته السياسات المرتجلة أحادية الجانب التي ألقت بظلالها على معظم صيدليات المجتمع التي تُكابد الأمريين محاولةً تقديم الخدمة المطلوبة منها إتجاه المواطن الكريم.

ولكن في ظل الأوضاع الحالية أصبح من غير الممكن أداء الحد الأدني من الخدمة المتوقعه ..
وذلك لتنصل كل الجهات المنوط بها أمر الدواء عن القيام بمهماتها الطبيعية، مما أدي إلي إعطاب جميع المنظومة الصحية، ونحن جزء أصيل لمعايشتنا الواقع الحقيقي .
وأنه لا سياسة صحية ناجحة بدون سياسة دوائية حكيمة ..
وتستقيم بوجود صيدلية سليمة قادرة على مواجهة التحديات وفي مستوى الآمال المعقودة عليها من المجتمع.

لايخفى عليكم أن الوضع الحالي تعكسه صرخة الصيدليات التي تتصدر يوميا معظم صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تؤكد حالة الاحتقان التي تعصف بمصالح المهنيين وتضعهم في خانة «الموت السريري»، لعدة أسباب:

أولاً: فوضي التوزيع وعدم إنسياب الأدوية من المستوردين والمصنعين أدي لخلو أرفف الصيدليات من معظم الأدوية، وزاد من معاناة المواطن اليومية بحثاً عن الدواء.

ثانياً: الخسارات المتراكمة علي الصيدليات وتآكل رؤوس الأموال، وذلك مع إرتباك تسعير الدواء علي مدي الثلاثة أعوام السابقة وحتي الآن. حيث أصبحت الصيدليات مهددةً في رزقها، أمام فواتير التكاليف والمصاريف والتحملات المادية الأخرى وثقل الضرائب، بحيث بات «الاحتضار»هو العنوان الحالي لقطاع الصيدليات ما ينذر بتداعيات وخيمة إذا لم يتم تدارك الأمر و
مواجهة الاختلالات بكل مسؤولية.

ثالثا تعددت المراسلات الصادرة عن المؤسسات المهنية التي تشمل قطاع الصيدليات مما جعل المهنة سجينة مدونة متقادمة، الشيء الذي أسهم بحظ وافر في تردي وضعية القطاع الصيدلي الذي يعيش ثنائية معقدة بين مطرقة وفرة الدواء وأخلاقيات المهنة وسندان قانون التسعير الذي يخضع لأسعار غير حرة ومحددة الهامش بقانون، مما يستعصى معها التحليق بالقطاع بعيدا في ظل معوقات قانونية وانعدام المحفزات ووضعية اقتصادية ومالية متأزمة للصيدليات ..

أمام صمت الجهات المسؤولة وتجاهل مطالب الصيدليات، يعيش القطاع أزمة حقيقية تهدد بعواقب إقتصادية وخيمة ما لم يتم التعامل معه بالحكمة والجدية المطلوبتين، على إعتبار أن السواد الأعظم من الصيدليات في وضعية الإفلاس والبقية الباقية يدبرون أمرهم ببالغ الصعوبة. مما يستوجب التدخل لأجل تنظيم أفضل للمهنة وحل مشاكل العاملين في القطاع
صيانة لحقوق المواطنين الصحية وتفاديا للأزمات القانونية والاقتصادية التي يعانيها القطاع والذي بالتالي ينعكس سلباً علي صحة المواطنين.

لذلك نحن في شعبة صيدليات ولاية الخرطوم (اللجنة التسييريّة) نلتمس تدخل الجهات العليا من أجل إنقاذ الصيدليات من الإفلاس والنهوض بأوضاع الصحة الدوائية
والتي هي حق لامكرمة .. شعبة ملاك الصيدليات

اللجنة التسيرية السادس من مايو ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى