إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك : عفوا مني أركو مناوي.. الرائد لا يكذب أهله!!

معلوم أن الحديث يستمد قيمته من قيمة قائله، وعندما يتحدث رجل في مقام القائد مني أركو مناوي، سوف يستمع إليه كثيرون، وستكون لكلماته صدى وتأثيرا يصعب تجاوزه، أو التقليل من شأنه، خاصة عند ما يلامس أوتارا حساسة، يتمنى الكثيرون أن يواصل عزفه عليها، إلى أن تتفتت الدولة السودانية، مرة واحدة، وإلى الأبد!!
لو أن مغردا في وسائط التواصل الاجتماعي أساء الظن بما أسموها النخب النيلية، وقال كلاما محبطا، فإن دوافعه ستكون مفهومة، وأن مفرداته التي إستخدمها سوف يسهل الرد عليها، أما أن يخرج السيد مني أركو مناي، بصفته قائدا لفصيل مسلح، ظل يحارب في أكثر من إتجاه، لسبب أو لغيره، ويربط بين ماحدث للمناضلين دسيسمان وإبراهيم شوتايم، وممارسات (النخب النيلية) تجاه (أبناء الهامش)، فإنه أمر يدعو للأسف والشفقة على مستقبل السودان!!
كنا نتمنى أن يترك القائد مني أركو مناي مثل هذه الأشياء لأعداء الثورة، أو أن يتركه على أقل تقدير، للحالات الفردية، التي تنتج عن تصرفات غير مسؤولة من هنا أوهناك.. فالسيد مني أركو مناي لا يعرف مدى العلاقات الحميمية التي ربطت بين جميع أبناء وبنات الشعب السوداني خلال خمسة أشهر من الفعل الثوري في الشارع، وخلال إعتصام القيادة، لأنه وبصراحة شديدة لم يكن هناك، لا بجسده ولا بعقله، فجل تركيزه وإهتمامه، كان منصبا على فنادق التفاوض، في الدوحة أو أبو ظبي أو حتى العين السخنة، وما يمكن أن تفضي إليه من مقاعد وثيرة، داخل القصر الجمهوري، والتي سبق له أن جربها أيام المعزول، وتذوق حلاوتها!!
أنا لم أتعرف على شوتايم ولا دسيسمان كثوريين، فقد كنت خارج البلاد، ولكنني كنت معهما ومع أبنائي الثوار في جميع تفاصيل حياتهم اليومية، وأرتبطت ببعضهم إرتباطا روحيا عظيما، خاصة الشهيد (دودو).. كما أنني لا أعرف ماذا حدث لشوتايم ودسيسمان بالضبط، ولكن، وما هو مؤكد تحديدا، وسواء كانا قد تعرضا للظلم أو للخيانة، فإنهما لم يتعرضا لهما لأسباب جهوية، وإنما لأسباب ثورية، تماما مثلما حدث ويحدث مع أولادنا وبناتنا في لجان المقاومة، والسيد مني أركو مناي، يعرف من يقف وراء كل تلك المصائب، وهو وبكل أسف من أبناء الهامش!!
آخر الكلام..
يقول الإنجليز، Fallen Trees Are Easily Climbed.. لكن أشجار الثورة لن تسقط أبدا، ولن يتسلقها أحد غير الثوار.. فالجهود التي يقوم بها شباب إزالة التمكين، تستحق كل الدعم والمؤازرة، لأنهم بصراحة يحملون أرواحهم على أكفهم من أجل وطنهم، وهي حقيقة لا يجب أن يغفل عنها الشارع، ويكتفي بالتصفيق لإنجازاتهم.. هم يواجهون تهديدا حقيقيا!!
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى