سياسة محلية

بسبب “كورونا” .. الطريقة السمانية تعلق الحولية السمانية

أعلنت الطريقة السمانية عن تعليق الحولية السمانية وما يصاحبها من برامج علمية لهذا العام وذلك مراعاة للظروف الصحية التي تعيشها البلاد ، وتعد هذه المرة الأولى التي يعلق فيها أكبر احتفال ديني يقام في شهر رمضان من عقود طويلة ، حيث درج الناس على الاحتفال بهذه المناسبة الصوفية سنويا بمسيد العارف بالله الشيخ قريب الله بأم درمان ، وكانت الطريقة السمانية من أوائل المبادرين لتعليق أنشطتها الجماعية تمشياً مع الضوابط الصحية للحد من انتشار فايروس كورونا.

ودعت الطريقة في بيان لها إلى عدم تفويت هذه المناسبة العظيمة وإحيائها في البيوت باستذكار سيرة المشايخ الأجلاء ومدارسة مؤلفاتهم العلمية حثاً على الاقتداء بهم والسير على نهجهم .

وفيما يلي تورد (Sudan2day) نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله عز وجل : ( وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )

بدءاً نهنىء الأمة جمعاء بحلول شهر رمضان المعظم سائلين الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر الكريم .

الأحبة الكرام .. إن من بركات الله علينا أن يوافق الاحتفال بالحولية السمانية ليلة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم ،  فتتضاعف بذلك النفحات ويزداد المحتفلون نوراً على نور بإحياء الذكرى السنوية لمشايخ الطريق ، القطب الكبير سيدي الشيخ أحمد الطيب بن البشير ، والعارف بالله سيدي الشيخ قريب الله ، والضياء اللائح سيدي الشيخ محمد الفاتح، وقائد الرسن الإمام المجدد سيدي البروفيسور الشيخ حسن ، رضي عنهم أجمعين ، فنستذكر السيرة العطرة لرجال أنهضونا إلى الله بمقالهم وذكرونا به بحالهم ، رجال جسدوا الوراثة المحمدية في أبهى صورها وأنبل معانيها تقوى وزهداً وعلماً وإرشاداً ، ورفدوا المكتبة العلمية والدعوية والثقافية بأقيم المؤلفات التي نشرت نور العلم والمعرفة ، فأصبحوا بذلك الأسوة المثلى والقدوة الحسنة لمن يريد السير على النهج النبوي .

أيها الأحبة الأكارم ..

كما تعلمون فإن هذا الاحتفال الصوفي البهيج وما يصاحبه من برامج مثل الأسبوع الثقافي والذي تقام فيه الندوات العلمية والمحاضرات التثقيفية ونحتفل فيه بغزوة بدر الكبرى ونسير فيه الموكب الحسني ، ظل ولعقود من الزمان موعداً يُترقب وحدثاً يتشوف له كافة الشعب السوداني كأكبر احتفال ديني يقام في شهر رمضان المعظم ، يروون به ظمأهم ويحييون به قلوبهم ويجددون به معاني المحبة والوداد ، ويأتي هذا العام كما تعلمون أيها الأحبة الكرام بظروف مختلفة قدرها الله علينا فحتمت على الجميع وضعاً صحياً حرجاً نتيجة اجتياح جائحة (الكورونا) العالم أجمع ، مما حدا بالجميع للتقيد بالضوابط الصحية التي أمرنا بها ديننا الحنيف ، وقد كانت الطريقة السمانية كعادتها من أوائل المبادرين للالتزام بهذه الضوابط والتحوطات الصحية في كل مراحلها حتى من قبل الإعلان الرسمي لها ، وذلك لما للطريقة من مسؤولية دينية واجتماعية ، عليه وسيراً على ذات النهج وبما أن الظروف الصحية مازالت قائمة فإننا نجد أنفسنا مضطرين لتعليق الحولية السمانية لهذا العام مظهراً ، على أن لا نفوت هذه المناسبة العظيمة فنحييها جوهراً ، كلٌّ منا في بيته مع أهله بالأذكار والأوراد واستذكار سيرة مشايخنا الكرام ومدارسة مؤلفاتهم العلمية والاستفادة من وسائط التواصل المتاحة حثاً على الاقتداء بمنهجهم والسير على طريقهم الذي يجسد قيم التصوف الحق بمثله وقيمه ووسطيته وتسامح وأخلاقه التي نشأ عليها السودانيون وعُرفوا بها منذ دخول الإسلام إلى هذه البلاد الحبيبة .

رضي الله عن مشايخنا الأجلاء ونفعنا بهم ووفقنا لرفع رأيتهم ، ونسأله تعالى أن يرفع عنا الداء والبلاء والعناء والغلاء وأن يسلمنا جميعاً ببركة هذا الشهر الكريم وبركة هؤلاء الأولياء الصالحين ، إنه القادر عليه وولي ذلك .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله .

الحولية_السمانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى