مقالات

تجمع المهنيين .. لقد زادهم صرفه و كيل بعير.

بقلم : هاني زين ( باحث إستراتيجي )

كسب الحزب الشيوعي جولة تجمع المهنيين دون ممانعه تذكر من منافسيه، كرر الحزب حصيلة الفترتين الانتقاليتين في ثورتي أكتوبر وأبريل علي التوالي بالكربون.
من الواضح أن الشيوعيون السودانيون قادرون على الإستيلاء على الفترات الإنتقالية وأن لهم من وسائل العمل السياسي ما يجعلهم يتقدمون الصفوف ويمسكون بعديد الخيوط التي تحرك شخوص المسرح السياسي.
لكن فوزهم بتجمع المهنيبن تم بصورة ديمقراطية لذلك وجب تهنئتهم عليه علي الرغم من أنه لا يجب خلط العمل النقابي والسياسي، ولكنه التراضي العام الحالي الذي أتمنى أن يفرز وعيا أكبر في السنين القادمة يرفض فيه الناخب النقابي وجود الحزبيين داخل موسساته النقابية.
هذا الفوز وضح أيضا مجموعة حقائق ودروس وعبر سياسية علينا جردها طالما أن التاريخ كرر نفسه في الفترة الإنتقالية الثالثة، وهي:
أولا: أن إدعاء الثقل الجماهيري حاليا دون عمل علي الأرض يمكن أن يخرج الحزب السياسي عن أي حصاد جماهيري، وبالتالي في مناخات الوعي والعمل الجماعي الحالية الفوز بثقة الناخب في القطاعات الواعية يكون وفق الجاهزية والمؤسسية.
ثانيا: للذين يقللون من أهمية تجمع المهنين نقول إن الحزب الشيوعي وضع يده ديمقراطيا علي كتلة كاملة داخل مكونات قوى الحرية والتغيير، وهم بذلك زادوا كيل بعير وأصبحوا داخل التحالف السياسي الحالي بعدة صرفات.
ثالثا: ورث الحزب الشيوعي إسم تجمع المهنيين بكل زخمه في الشارع. حيث أن للتجمع مكانه كبيرة عند العديد من القوي الثورية ولجان المقاومة وهذا الفوز ربما يفتح باب تحالفات جديدة للحزب ونفوذ أكبر في الشارع السوداني ويغير إتجاه الرضي والرفض للواقع السياسي ويفتح مساحات جديدة لتحسين شروط المناورة والتفاوض لصالح الحزب الشيوعي.
رابعا: أصبح للحزب الشيوعي اليد العليا في تحديد مطالب القطاعات المنضوية تحت التجمع الي حين تكوين النقابات الشرعيه حيث سيلعب الحزب دورا موثرا في تشكيل النقابات الدائمة مستقبلا وربما الثاثير علي شكل ومضمون العمل النقابي حاليا وفيما بعد خلال الفترة الديمقراطية الأولى علي الأقل.
خامسا: أتمنى أن يقرأ الحزب الشيوعي كل الإنتقادات التاريخية التي قدمت لطريقة عمله خلال الفترات الإنتقالية السابقة ( أكتوبر وأبريل ) والتي أجمع كثير من المراقبين أنها كانت خصما علي التكوين المؤسسي للأجهزة الديمقراطية وأضرت بتعزيز وإستمرارية النظام الديمقراطي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى