إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك يكتب : الغربال

ليس المقصود بالغربال هنا، نجم نادي المريخ والفريق القومي محمد عبد الرحمن، حفظه الله في غربته، وأعاده إلى أهله وناسه سالما غانما بإذنه تعالى، وإنما نعني غربالا آخرا، مصمم خصيصا لأهل السودان، بحيث يسقط من فتحاته الكبار فقط، على العكس من جميع أنواع (الغرابيل) الأخرى، وهي حكمة بالغة، سوف ينكشف سرها قريبا، وقريبا جدا، بعد السقوط المدوي الذي تشهده الساحة السودانية هذه الأيام!!
وقد نسبوا للأستاذ محمود محمد طه، ترديده لتلك العبارة بقوله، (نحن غربالنا بقعوا منه الناس الكبار!!) وللأمانة فإنني لم أسمعها منه، وإنما نقلها لي بعض من تلاميذه ومحبيه، وهم جميعهم جديرون بكامل الثقة والصدقية..
ونحن عندما نتحدث عن السيد الصادق المهدي، ونعتبره عقبة كؤود في طريق تحقيق أهداف الثورة العظيمة، وينبغي إزالتها اليوم قبل الغد، يجب أن نعيد الاستماع مرة ثانية وثالثة ورابعة لما قاله عنه ثلاثة من أفضل رجال السياسة والفكر في بلادنا، من الذين عايشوه وخبروه عن علم ودراية، وأولهم الشريف حسين الهندي، والأستاذ محمود محمد طه، والدكتور منصور خالد!!
ولا يخفي على أحد أن السيد الصادق المهدي يناور حاليا لتحقيق جملة أهداف، أولها حماية الأسرة الكريمة، أو أحد أفرادها، من شبهة الفساد، بعد أن ضيقت عليها لجنة إزالة التمكين الخناق، حتى يعرف الشعب السوداني عامة، وشباب حزب الأمة خاصة، حقيقة سعي مرشدهم لحماية فساد الكيزان، الذي قيل إن بعض اللصيقين به قد ولغوا فيه!! لذلك، فإن (الغربال) مجهز بفتحات على مقاس أولئك الكبار الذين سوف يسقطون منه أثناءعملية (التفكيك)..
ولكن، هل لدى السيد الصادق المهدي أدنى شك، في أن سعيه لنصرة الباطل سوف لن يرتد وبالا وخبالا عليه؟؟ وهل يعتقد أن هؤلاء الشباب الذين قابلوا الرصاص الحي بصدورهم العارية، سوف يخشون في قولة الحق لومة لائم؟؟ فالسيد الصادق المهدي، الطفل المدلل الذي تربي في حدائق الهايدبارك وساحات البيكاديلي وأحضان أكسفورد، لم يلعب (حرت وشليل وينو والرمة وحراسها)، لذلك فهو لا يعرف هؤلاء الفتية، الذين سوف يتولون هم تعريفه بأنفسهم، وإن غدا لناظره قريب!!
آخر الكلام
قرأت تغريدة للسيد مني أركو مناي، أرجو صادقا أن يقوم بسحبها من صفحته.. فهو يتهم الحرية والتغيير بالسقوط الأخلاقي… ياللهول!!!
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى