مقالات

هشام عبدالملك يكتب : هل يتقاعد البرهان؟؟

أمران مؤكدان، سيضيفان إلينا الكثير من المشاكل.. أولهما موسم الخريف، الذي لم نستعد له على أي مستوى من المستويات.. وثانيهما، ماذا بعد إنقضاء فترة رئاسة العسكر للمجلس السيادي، ودعونا نبدأ بالأخير..
السيد البرهان لن يتحول من رئيس للمجلس السيادي، إلى مجرد عضو، حتى ولو كان نائبا أولا، وحميدتي نائبا ثانيا, ولا ينبغي أن نخدع أنفسنا، ونعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث.. والإحتمال هنا، هو إما أن يتقاعد البرهان وحميدتي، ويخرجان من الفترة الإنتقالية إلى الحياة المعاشية، أو أن يمتهنان السياسة، ويسعيان مجتمعين أو منفردين لتأسيس حزب سياسي يستعدان به لدخول الانتخابات المقترحة، هذا إن تهيأ لها المكان!! وهذا الإحتمال أستطيع أن أرجحه بالنسبة للسيد حميدتي، دون سواه!!
أما السيناريو الأشد رعبا، فهو أن تؤتي مؤامرة الفوضى الخلاقة أكلها، وتتجه البلاد نحو العسكرة، بحجة الحفاظ على الأمن ووحدة البلاد، مع وعد بالدعوة لإنتخابات عامة، متى ما أصبح ذلك ممكنا، وهي (الانتخابات) إن جرت، فستأتي بجنرال جديد في ثياب مدنية، ليصبح القائد الأعلى والأغلى للمرة الرابعة في تاريخ السودان الحديث، والله (يكضب الشينة)..
نعود لمسألة الخريف، واللواري التي لن تقيف، كما كان يحدث في الماضي.. فقد مارس لصوص الإنقاذ كل ما يمكن ممارسته من أجل صرف الحكومة الإنتقالية عن إحداث أي تغيير على الأرض، ولوكان محدودا لإصلاح بعض الشوارع، وفتح مصارف المياه.. ونجحوا في أن يشغلوها بصفوف الخبز والوقود، واستهلكوا طاقات الشباب في الأحياء، في توافه الأمور، بينما تواجه البلاد أخطار وباء الكورونا، ولو كان الأمر بيدهم، لما تركوا فيروسا واحدا في الصين، ولجلبوا كل الأوبئة ليقتلوا بها الشعب، لأن الرصاص وحده لا يكفي!!
وأمام هذا الواقع المؤلم، فإن قوى الحرية والتغيير، قد وجدت لنفسها ما تنشغل به عن مهمتها الأساسية في حماية الفترة الإنتقالية، فسهل إختراقها، ونسيت أنها حاضنة لحكومة ثورة، من المفترض أن تكون محصنة تماما ضد جميع أمراض السياسة، ولكن لا حياة لمن تنادي..
آخر الكلام..
نشر نشطاء فيديو للمدعو ذو النون وهو يشتبك مع بعض شباب المقاومة في سنار، بينما يواصل أولاد الضي بث سمومهم عبر (لايفات) لا توفر شيئا، وتغوص في كل ما يمكن أن يعتبر خطا أحمرا، ثم لا يسألهم أحد!! في الوقت الذي ذهب فيه دسيسمان إلى السجن لمجرد كلمة خرجت منه، ربما دون قصد..
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى