إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبدالملك يكتب : الهلفوت

هل تتذكرون مصير الممثل المصري عادل إمام (الهلفوت)، عند ما تقمص شخصية القاتل (عسران الضبع)، التي أداها الممثل صلاح قابيل في الفيلم الذي حمل نفس الإسم؟ الفيلم يعتبر من أنجح الأعمال الدرامية التي قدمها عادل إمام، وقدم فيه الممثلة إلهام شاهين في دور المرأة المطلقة، وهو الدور الذي قادها لدخول عالم النجومية من أوسع أبوابه.. وكان المهر الذي دفعه (الكاست) كما يقولون، هو إتقان الشخصية التي أداها كل واحد منهم، عملا بالمبدأ المعروف الذي يقول: “إذا كنت تؤدي دورا، فإنك لن تتقنه، ما لم تقنع نفسك بأنك أنت ذلك الشخص”.. “If you are doing a part, you will never keep it up, unless you convince yourself, that you are it.
وقد أتقن عادل إمام دور الهلفوت حتى جعلنا نصدق أنه (هلفوت) بحق وحقيق، وقدمت إلهام شاهين دور المطلقة اللعوب، للدرجة التي جعلتنا نعتقد أن تلك هي شخصيتها الحقيقية، ولم نقتنع بأن المسألة تمثيل في تمثيل، إلا بعد إضاءة الأنوار في نهاية الفيلم!!
فهل كان الممثل الفاشل عثمان ذو النون مقنعا في أي من الأدوار التي لعبها، وآخرها المسرحية الهزيلة التي عرضها في جامعة سنار؟ وبعيدا عن دور من قاموا بتمويل حملته البائسة، بتدبير سيارات الدفع الرباعي، وإستخراج تصاريح العبور اللازمة، وتوفير الوقود ومعدات ومواد التعقيم المفترى عليه، والإستراحة المكيفة الهواءالتي تم تخصيصها لإقامته والوفد المرافق له، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو، كيف يتعرض ذو النون للضرب بتلك الطريقة البدائية ويخرج سالما، لا شق ولاطق؟؟ ثم من الذي قام بتسريب الصور الفوتغرافية التي إلتقطها ذو النون مع مجموعته أثناء الجولة السياحية التي قام بها صباح ذات اليوم في خزان سنار؟؟؟
أما بقية القصة التي يظن البعض أنها معروفة للجميع، فهي على العكس مما يعتقده الكثيرون، فالمدعو ذو النون لا يعمل نيابة عن الدولة القديمة، وإنما بأمر الدولة الجديدة التي يتم التمهيد لقدومها.. وبالنظر لما سبق أن أعلنه ذوالنون، من أن مسؤولا كبيرا (جدا) عرض عليه رئاسة الوزارة، ولم ينف المسؤول الذي ذكره ذو النون بالاسم ذلك الادعاء، فإننا نرجح أن يكون صادقا في قوله!! وأن جميع التسهيلات التي يتم تقديمها له، تؤكد أنه قد لايكون كاذبا في ما ذهب إليه.. ولكننا نخشى عليه من مصير الهلفوت، الذي راح ضحية غبائه، عند ما ظن أن الحكاية كلها تمثيل في تمثيل، وأن الأنوار التي تم إطفاؤها في بداية الفيلم سوف تضاء في نهايته!!
آخر الكلام..
أصبح ذو النون شخصية إسفيرية على أعلى المستويات، لدرجة أنه جعلنا نخشى على السيد الصادق المهدي من أن يتمنى أن يكون هو ذو النون!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى