إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبدالملك يكتب : سودانيون في القاهرة


عرضت قناة الشرق المصرية قبل يومين، مشاهد من فيديو بثه نشطاء، لوقفة إحتجاجية أمام السفارة السودانية، قام بها سودانيون قالوا إنهم عالقون في مصر، بسبب الإغلاق الصحي.. وبعيدا عن أي تفسير أو معنى لتفاصيل ذلك الوجود المكثف للسودانيين في مصر، فإن من حق أولئك المعلقين العودة إلى ديارهم، وعلى الدولة أن تبذل ما في وسعها لإنجاز تلك المهمة، وهذه أشياء مفروغ منها..
لكننا، وبنفس القدر، نتمنى أن تعيد الحكومة الإنتقالية، النظر في مسألة سفر السودانيين إلى مصر، خاصة بالنسبة لتجارة الشنطة، التي تستنزف طاقات الشباب، قبل أن تستزف الاقتصاد السوداني، وتضخ ملايين الدولارات في شرايين صناعة الحلل، والصواني، وجرادل البلاستيك المصرية، والتي تذهب بدورها إلى دعم العدوان المصري على أرضنا ونهب خيرات بلادنا..
لك أن تتخيل أن المعابر تفتح كل صباح جديد، على ما لا يقل عن ثمانية ملايين دولار عدا ونقدا يحملها تجار الشنطة، بموافقة السلطات، التي لا تطالب أيا منهم بإثبات مصدر الحصول عليها، وهو بالطبع، السوق السوداء، الذي تدعي الحكومة أنها تحاربه!! هذا بخلاف الذين يسافرون بالطائرات، ووسائط النقل الأخرى، وهم يحملون مختلف أنواع العملات الحرة، وبالقانون أو بغيره!! أما المرضى، فإن معظمهم يعتمدون على تواصلهم مع أبنائهم في دول المهجر، حيث تصلهم التحويلات البنكية، وكله خير وبركة على النظام المصرفي المصري..
وبالمقابل، تدخل الشاحنات والحافلات المصرية، لتصل إلى أقرب محطة وقود في السودان، بآخر نقطة بترول في خزاناتها، لتعبئها من الوقود السوداني المدعوم، وبعملة محلية رخيصة، ربما تكون مزورة أيضا، ويفعلون نفس الشيء عند المغادرة!! كما أن الشاحنات، تدخل وهي محملة بالأثاثات الخشبية السيئة الصنع، وتعود إلى أرض الكنانة وهي محملة بمنتجات حقيقية من الحيوانات الحية، والصمغ العربي، والليمون، والكركدي، وما إلى ذلك، والتي يشترونها بذات العملة الرخيصة أو المزورة، لنشاهد تلك المنتجات بعد ذلك، وهي معروضة في الأسواق العالمية، ومكتوب عليها، منتجات مصرية!!
أنا على يقين من أن مكونات الحكم في السودان تعرف كل ذلك، وهي سعيدة به، وبالتالي لن تقدم على أية خطوة تعرقل إنسياب خيرات البلاد إلى مصر، ولا ينبغي لهم.. فالسودانيون الذين تم التعرض لهم من قبل الأمن المصري أمام مبنى سفارتهم في القاهرة، لا قيمة لهم أصلا داخل بلادهم، منذ أن وعينا على هذه الدنيا، فكيف تريدون أن يكون لهم إعتبار خارجها، ولو كانوا داخل دولة يضخون في شرايينها أكثر من 17 مليار دولار سنويا؟
آخر الكلام..
يشكو بعض الكويتيين من إنقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق السكنية، ولكنهم لا ينسبون ذلك إلى سوء إدارة حكومة (قحط)..
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى