مقالات

هاني زين يكتب : ما حدث عندما لم يفقد الفأر السكران رأسه

(في الساعة نفسها التي سقطت فيها أولى القنابل عام 1939 على هذه المدينة “أنحني لضحايا هجوم فيلون”. وأضاف “أنحني للضحايا البولنديين للطغيان الألماني وأطلب الصفح”)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير معتذرا في مدينة فيلون عن الغزو النازي.

أستغرب لمحاولات التملص من ملف العقوبات عبر محاولة إنكار دور الإنقاذ في الإرهاب. هذا الحديث مخزي وغير مفيد، فالإنقاذ تم القبض عليها بالثابته مثني وثلاث ورباع.

هذا التاريخ قريب وليس ببعيد ونحن شهود عيان عليه، فحكومة الإنقاذ في العشرية الأولي كانت تتبنى الجهاد الإسلامي كله بل وتتبنى حتى جزءا من الإرهاب اليساري، هل تذكرون المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي جمعوا فيه كل حركات الجهاد الإسلامي في العالم، بما في ذلك جماعه أبو سياف وبوكو حرام. لقد كانت الخرطوم ملجأ ومقر وممول أو وسيط لأنشطة إرهابية و إرهابيين بعضهم لا يدافع عن قضايا أصلا بل هم أقرب للعصابات الإجرامية منها لحركات الكفاح المسلح.

الإنقاذ جمعت الإرهابيين في رحاب الخرطوم مرارا وتكرارا علنا أمام كاميرات الإعلام العالمية والمحلية مثلما يجتمع الناس للعقيقة ( السمايه ).

حكومة الإنقاذ أسست الدفاع الشعبي وإعتبرت حربها في جنوب السودان دفاعا عن الإسلام ضد الصليبيين، وذكروا ذلك حتي داخل الأمم المتحدة.

من شعارات الإنقاذ شعار “أمريكا روسيا قد دنا عذابها”، وإستقطبت أو تحالفت مع أي دولة/تنظيم/ أفراد معجبين بالجمله الدون كيشوتيه الأشهر في تاريخ الدروشة السياسية السودانية.

أمريكا لم تستعدي الإنقاذ بل علي العكس رحبت بالإنقلاب الذي أنهى حكومة الديمقراطية الثالثة. ما حدث هو أن فأر الا
الإنقاذ قد ثمل وقال أين الكديس، وربا شعر ما عنده ليه رقبه.

لطف الله فقط جعل أمريكا لا تأخذ تهديداتهم علي محمل الجد. أمريكا سحقت دول أخري لأسباب أتفه كثيرا من حماقات الإنقاذ التي دعت وإستضافت أسامة بن لادن بالخرطوم، ونهبت أمواله قبل أن تخرجه من السودان. الجوازات السودانية الدبلوماسية كان تستخرج ويستخدمها كل الإرهابيين المتحالفين مع الإنقاذ حتى تسهل لهم السفر والتخطيط لعملياتهم. هؤلاء الإرهابيين كانوا يستثمرون في السوق السوداني بشروط تفضيلية، وأعادوا تدوير أموال صدقات وزكاة المسلمين لتضخ في جسم الإرهاب.

حتى وقت قريب كان السودان معبرا للسلاح الإيراني المتجه إلى حماس وحزب الله عبر سيناء، كل هذه الأنشطة الإرهابية للإنقاذ هي التي أدخلت البلاد في العقوبات ولا يوجد أي أسباب أخرى، كما لا توجد جهة تتحمل مسؤولية العقوبات غير الإنقاذ وسياساتها. حكومة الإنقاذ التي كانت ترعى الإرهاب وتسهل عمل التنظيمات الإرهابية، بل إنها قد مارست أعمال إرهابية بنفسها مثل محاولة قتل الرئيس المصري الأسبق مبارك.

هذه ورثة مثل ورثة الفساد والإنهيار الصحي والتضخم لكنها أيضا ورثة ذات عبء أخلاقي إضافي. ورثة مثل مذابح النازية في ألمانيا يجب أن نعترف بها بشجاعة ونتبرأ منها ونعتذر للضحايا ونتحمل مسؤوليتنا التاريخية فيها مثلما فعلت كل الشعوب والدول المحترمة مع ضحاياها وضحايا سياساتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى