مع الجيش الأبيض

مختص بطب الأمراض الحرجة: الحظر لا يقلل عدد المصابين

خاص: السودان اليوم Sudan2day

يرى طبيب سوداني فضل حجب إسمه، يزاول مهنة الطب بالمملكة المتحدة، متخصص في طب الأمراض الحرجة Acute Medicine بأن تداعيات جائحة كورونا على الأوضاع في السودان تحتاج إلى تفكير عميق مع وضع البيئة والظروف المحلية في الحسبان.

و يؤكد الخبير السوداني في طب الأمراض الحرجة Acute Medicine بأن كل الدوائر العالمية المتخصصة في الإحصاء التحليلي للأوبئة تتفق بأن المرض سيصيب ٨٠٪ من البشرية. وأن إقتراح ال lock down هدفه الرئيسي هو Flattening the curve لتحقيق هدفين فرعيين هما:
١. حماية النظام الصحي من تدفق أعداد كبيرة جدا من المرضى في وقت واحد.
٢. إتاحة الفرصة اللازمة لإكتشاف علاج أو لقاح للفايروس.

في الوقت الحالي هناك عدة محاولات جارية لإيجاد علاج أو لقاح للفايروس ولكنها لم تسفر عن أي تقدم ملموس ولا تبدو واعدة، مما يجعل هذا الخيار غير فعال ويحتاج للمزيد من الوقت.

في حالة السودان فالنظام الصحي منهار بطبيعته وقبل إنتشار هذه الفايروس للأسف مما يجعل سياسة Flattening the curve غير ذات جدوى حيث لا يوجد نظام صحي من الأساس لنوفر له الحماية من الإنهيار هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الحكومة الإنتقالية لا تملك القوة السياسية أو الإقتصادية اللازمة حتى تتمكن من فرض حظر تجول بشكل دقيق ومنضبط مثل بقية الدول.

وفق المعطيات أعلاه فالخبير محور الحوار يرى بأننا نحتاج لقيادة عملية الطوارئ الصحية الحالية بالسودان بعقول علمية من متخصصين او على الأقل وجودهم في دائرة التفكير وصنع القرار بشكل مكثف، وحالة الطوارئ الصحية التي نمر بها تحتاج لإدارتها بواسطة علماء ومختصين ليسوا في مجال الصحة فقط وإنما أيضا الاحصاء والوبائيات وعلم الإجتماع والإدارة والإقتصاد …الخ.

ويرى محدثي أيضا بأن هناك فكرة خاطئة في الأذهان يجب أن نصححها حيث أن الحظر لا يقلل عدد المصابين الكلي ( متوقع إحصائيا ٨٠٪ من سكان الكوكب )، فكرة Flattening the curve الأساسية أن عدد المصابين سيكون هو نفسه في كل الأحوال وإنما الفرق سيكون في مدة ووقت الإصابة وهذا ما يغيب عن الكثيرين.

يرى الخبير السوداني في طب الأمراض الحرجة أن هناك جانب مشرق في هذا الوباء هو أن الدراسات أثبتت بأن ما يعادل نسبة ٧٨٪ من ال٨٠٪ التي سيصيبهم الفايروس لن تسوء حالتهم الصحية بل لن تظهر عليهم الأعراض نهائيا. وهذا الجانب المشرق أيضا قد يشكل سلاح ذو حدين فخطورة هذه النقطة هي أن هؤلاء الأفراد الذين لم تظهر عليهم الأعراض سيكونون حاملين للفايروس ويوزعوه بكثرة قد تؤدي لتدهور صحة بقية ال ٢٢٪ وهم تقريبا ربع سكان العالم، وهو ما سيهدد النظام الصحي بالإنهيار إذا أصيبوا في نفس التوقيت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى