إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبدالملك يكتب : القراي أمل التعليم..

اليوم ولله الحمد، (بلكت) آخر قريب (سلفي) على منصات التواصل الاجتماعي، وجدته يوجه إساءات ما أنزل الله بها من سلطان إلى الدكتور عمر القراي، ويتهمه بما ليس فيه، لأن القراي قال كلاما لم يعجبه، فأعتبره كافرا.. نعم هكذا!!
إستمعت إلى الفيديو الذي نشره (السلفي) ليعضد به وجهة نظره، فوجدت أن الدكتور عمر القراي كان يريد أن يشرح أمرا يتعلق بفهمه لتطور دين التوحيد، وقدم نموذجا لذلك حملة أبرهة التي قادها لهدم الكعبة المشرفة، مشيرا إلى أن الحق سبحانه وتعالى قد حمى بيته، رغم وجود أكثر من 360 صنما بداخله!! وأتخذ من ذلك دليلا على أن عبادة الأصنام كانت مرضية قبل نزول الرسالة!! فالقراي مسلم وموحد، وهو شخص طبيعي مثله مثل كافة المسلمين الآخرين… ولكنه، وبحكم تجربته الفكرية، يخضع كل شيء للفهم العميق، قبل أن يؤمن به أو أن يدافع عنه، وكان يتحدث ببساطة شديدة عن كيفية تطور شريعة التوحيد، ويشرحها بأسلوب سهل وخال من التعقيد، حتى يفهمه المتعلمون وغير المتعلمين..
ولو أنك قلت لأي شخص عرف الدكتور عمر القراي كجمهوري، أنه جاء إلى الفكرة الجمهورية، من معسكر الإخوان المسلمين، لتردد كثيرا في تصديقك، ولكن تلك هي الحقيقة.. فالفكرة الجمهورية قد جمعت معظم أتباعها من تنظيمي الإخوان المسلمين والشيوعيين، وأستطاعت أن تجعل منهم مزيجا مدهشا، إلتحم سريعا مع الرواد من أعضاء الحزب الجمهوري، الذين كانوا جزءا من التنظيم السياسي في فترة الحركة الوطنية، والنضال ضد الاستعمار، ثم واصلوا نشاطهم الدعوي مع الأستاذ محمود محمد طه بعد خروجه بفكرته إلى الناس، ومنهم الأستاذ محمد فضل عليه رحمة الله، كما أن من بين أشهر الذين إنسلخوا خلال مرحلة التحول تلك، وأعتذروا عن عدم المواصلة، لأسباب شخصية وليس لإختلاف فكري، الشاعر المعروف الأستاذ محمد المهدي مجذوب عليه رحمة الله، ولكنه إحتفظ بعلاقة الود والإحترام التي ربطته بالاستاذ محمود محمد طه، حتى تاريخ وفاته ..
وبنفس القدر الذي قطعت فيه علاقتي مع قريبي (السلفي)، لم أستجب لدعوة قريب آخر لدعم حملة القراي أمل التعليم، على الرغم من أنني وبصراحة تامة، عرفت القراي، خلال فترة الدراسة الجامعية، ثم أيقنت أنه مؤهل تماما لقيادة العملية التربوية، بعد إطلاعي على الدرجات والدورات العلمية التي نالها، وتجعل منه أملا حقيقيا لمستقبل التعليم في السودان، ولكني آثرت أن أترك الأمر، حتى يأخذ حقه من النقاش، بعد الإستماع إلى أصحاب الخبرة، من المؤيدين والمعارضين، ومعرفة التغيير الذي تم إدخاله على المناهج..
آخر الكلام..
شاهدت مقطع فيديو نشره ناشطون على الفيسبوك، عبر فيه مواطن تونسي عادي، أثناء مقابلة في الشارع العام، عن رأيه في أشياء كثيرة بخصوص العبادات، ولم ينكر أيمانه بها، ولكنه قال إنه لا يمارسها، فغضب الناس عليه غضبا شديدا، ولكن عندما قال لاعب الكرة زين الدين زيدان نفس الكلام وأكثر، في حوار تم نشره على الملأ، لم يعتب عليه أحد، بل قالوا: (هو حر!!)
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى