إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبدالملك يكتب : هل قالها البرهان؟

حملت وسائل الإعلام المحلية، ووسائط التواصل الاجتماعي، تصريحا قيل إنه صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس المجلس السيادي الإنتقالي، نسب إليه قوله بأنه زاهد في السلطة، وسوف يسلمها إلى من يأتمنه على البلاد!!
أرجو فعلا، أن لا يكون سعادة البرهان قد صدر عنه مثل ذلك القول، لأنه بصراحة يذكر السودانيين بشخص لا يحبونه، كما أن هذه السلطة ليست ملكا للسيد البرهان، وإنما هي أمانة كلفه (الثوار) بها، ولو فكر في أية لحظة أن يتخلى عنها، عليه أن يعيدها إلى أصحابها، فهم وحدهم الذين يملكون حق التصرف فيها، وتفويض من يرونه مناسبا لحملها.. لذلك، أتمنى أن يكون كله (كلام جرايد وفيسبوك)، مقصود به فقط إثارة الفتنة..
السيد البرهان لم يختاره الثوار، ولكنهم قبلوا به، كحل وسط، في ظل الظروف الضاغطة، التي فرضت شراكة غير متكافئة بين من يقبضون على الزناد، ومن يقبضون على الجمر، إعتمادا على قاعدة (إما أن نحكمكم أو نقتلكم!!)
على كل حال، أنا على يقين تام من أن السيد البرهان لم يعد راغبا في الدخول في حرب إبادة مع الشعب السوداني، بنفس القدر الذي أعتقد فيه بأنه لن يساعد الشباب على تحقيق أهداف ثورتهم السلمية، ولكن الخوف كل الخوف عليه من المؤمرات التي يحيكها السيد الصادق المهدي ضد هذه الثورة، للإنحراف بها عن أهدافها، وتوجيهها لخدمة مصالح أسرته التي لم تعرف في يوم من الأيام سوى الغطرسة والاستبداد والتعالي والفشل..
السيد الصادق المهدي أصبح يلعب على المكشوف، بعد أن بدأ يفقد أعصابه، وبعد أن نفد صبره، على تحمل النجاح الذي يحققه الدكتور عبد الله حمدوك، وهو يراه يفتح أبواب العالم أمام السودان، ليتبوأ موقعه الذي يستحقه بين الأمم.. لذلك، فقد إتجه نحو مكبات القمامة السياسية، ليعيد تدويرها في صناعة ما يحتاجه من وقود، يعطيه قوة دفع جديدة، في حربه التي يشنها ضد الوطن وأبنائه، بعد أن تعطلت جميع محركاته الذاتية!! فلا السيد الصادق المهدي هو الإمام محمد أحمد ابن عبدا لله، ولا أتباعه هم (هوايا نسيرو إلى المهدي في قديرو).. فالوضع قد تغير، وهي الحقيقة التي يدركها القاصي والداني، ولا يغض الطرف عنها سوى الحسيب النسيب، لأنه لا يرى أمامه إلا كرسي حمدوك، وهو على إستعداد لأن يتحالف مع الشيطان للوصول إليه، وقد فعل!!
آخر الكلام..
شكرا لسعادة عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي، على طلبه من القائم بالأعمال الأمريكي، رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. فقد جاب العيد..
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى