إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك يكتب : جمال فرفور.. أرضا سلاح..


تحدث الراحل الطيب صالح كثيرا عن العسكر، وقال إنهم لا يصلحون لإدارة شئون البلاد، فالحكم من وجهة نظره يحتاج إلى دراية ومعرفة لا يملكها العسكر، وقال حتى النجار، يحتاج إلى تدريب حتى يكون مؤهلا لممارسة المهنة، فما بالكم بالحاكم؟؟
الشاهد هنا، هو أن العسكر قد أقعدوا البلاد طويلا، ولم يكتفوا بذلك فقط، بل أضاعوا حدودها، ودمروا مواردها، وأشاعوا روح الهزيمة والإحباط بين مواطنيها، وهكذا يفعلون.. فهم بحكم تكوينهم الفكري والثقافي يسهل إختراقهم، والإلتفاف عليهم، فتأسرهم حياة الدعة والراحة، ويكبر بداخلهم الإحساس بالألوهية، فيظلوا يأمرون وينهون، فيطاعون.. وبين قوسي الأمر والطاعة، يضيع الوطن، ويتشرد أبناؤه..
فالذي أضاع أراضي النوبة، وأغرق حضارة وتاريخ العالم كله، كان عسكريا، والذي فرض قوانين سبتمبر 83 وسلم البلاد لجماعة الهوس الديني، ليجعلوه أميرا للمؤمنين، كان عسكريا، والذي أضاع حلايب والفشقة والجنوب، كان عسكريا، والذي يريد أن يعيدنا إلى كل ذلك، أيضا عسكري!!
فلماذا يسعى البعض، لأن يصبحوا مطية لغيرهم، لخلق جفوة مفتعلة بين المواطنين وأبنائهم في القوات المسلحة؟ ولماذا تتراخى قوت الشرطة بتلك الطريقة المكشوفة عن منع أسباب تفشي الوباء، ونشر الفوضى في البلاد؟ ومن الذي فرض مدير عام الشرطة عادل بشاير، وأعطاه كل صلاحيات وزير الداخلية، ليمكن العناصر المتفلتة من تهديد الأمن، والإعتداء على حرمات الناس، وتعريض سلامة الأطباء للخطر في زمن الفيروس القاتل؟؟
نحن لسنا بحاجة إلى أحد ليتطوع بتقديم إجابات على تساؤلات الشارع، فحمده في بطنه، كما يقولون.. وأي مواطن عادي في الشارع العام يستطيع أن يحدثك عن حقيقة ما يجري في البلاد، ففي بلادنا سائق الركشة جامعي، وسائق الكارو ثانوي، وبائع اللبن والفريشة والعاطلون عن العمل، يعلقون شهاداتهم الجامعية على جدران منازلهم، ثم يقضون أوقاتهم في لعب الويست والكونكان!! فهذا ما أوصلنا إليه العسكر من تدمير لطاقات الشباب، وهزيمة للإحساس بالوطن في دواخلهم، وبعد ذلك يعمل البعض على إعادة عجلات التاريخ إلى الوراء!!!
تخيلوا أن يخرج علينا رجل مثل الصادق المهدي، لم يعرف تاريخه غير الفشل والتآمر والتواطؤ، ليرث الثورة، التي حاربها في بداياتها، ووقف ضدها، وتآمر مع من تآمر على قتل أبنائها، لا لشيء إلا لأنه حفيد الإمام المهدي، فهل ذلك وحده يكفي يا من بلغت أرزل العمر، ولا تريد أن تتحسس مواطئ أقدامك؟؟
آخر الكلام..
تابعت لقاءا تلفزيونيا مع الفنان فرفور، وكنت طوال الحلقة أشعر بأنه غير طبيعي، فيزداد إحساسي بالشفقة عليه، والتعاطف معه، فقد بدأ لي أنه صادق، أو هكذا أحسست، كما كان غاضبا، وهائجا، ومتوترا، لأنه لم يستطع أن يسكت الطفل الذي بداخله.. طيب، مادام بتعرف إنجليزي قدر ده، إيه اللي وداك هناك يا …….؟
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى