إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبدالملك يكتب : جياد.. بؤرة الجهل والفساد


لو كان أعضاء المؤتمر الوطني قد جاءوا إلى الخرطوم، وهم يحملون شنط الحديد، ويرتدون رث الثياب، قبل أن يغتنوا، فإن ناس جياد قد جاءوا إلينا في (عوج الدرب)، وهم يا مولاي كما خلقتني!! واليوم يسكنون الفلل الفاخرة، ويركبون الفارهات، ويمارسون جميع أنواع الفساد والصلف الكيزاني، في حربهم على الله ورسوله!! فخرجوا إلى صلاة العيد، وهم يتحدون قرارات التباعد الاجتماعي، ويخرجون ألسنتهم إلى مجتمعهم، ويسخرون من كل شيء حولهم، فالعز الذي وجدوه، لم ينسهم فقط أنفسهم، بل أنساهم ربهم كذلك!!
جياد قصة ممارسات، أسوأ بكثير من نظام الفصل العنصري في بريتوريا، فقد صادروا أراضينا التي ورثناها عن أجدادنا، ومارسوا أبشع أنواع القهر والظلم والقتل ضد أبنائنا الذين خرجوا للدفاع عن حقوقهم، وما زالوا يتحدثون عن جريمتهم النكراء، ويتفاخرون بها!!
بنوا المدن النموذجية، المحروسة برجال الأمن، والمزودة بالمياه النظيفة والكهرباء التي لا تعرف الإنقطاع، وشيدوا المدارس ورياض الأطفال والأندية الاجتماعية والأسواق الحديثة، وملاعب الكرة لأولادهم، وبدلا من أن يدخلونا في النظام الاجتماعي والإقتصادي الجديد، الذي أقاموه فوق أرضنا، عمدوا إلى إقامة حواجز من الأسلاك الشائكة لتفصل بيننا وبينهم، مثلها مثل الجدار العازل الذي أقامه الإسرائيليون لحماية شعبهم، وحرمونا حتى الطريق الذي نسلكه لدفن موتانا، ولم يفتح الله عليهم ولو بكلمة طيبة في حق أصحاب الأرض، وهم ينظرون إليهم من عل!!
لقد عملوا، بعد تخصيص الوظائف القيادية، لأهلم وناسهم، وبعضهم قادم من بلاد الواق واق، ولا يعرف حتى كيف يفك الخط، عملوا على إستيعاب أهلنا في المهن العمالية والهامشية، والتي لا يحصلون عليها إلا بشق الأنفس..
إن كل ما نطالب يه، أن تأتي إلينا لجنة التمكين، لتعرف الجرائم التي أرتكبت في حقوق الشعب السوداني، والفساد الذي صاحب أعمال الإنشاءات، وتعويضات الأراضي، التي لهفوها دون وازع من أخلاق أو ضمير، وكذلك فحص المؤهلات العلمية والأكاديمية المزورة التي أخذوا بها الوظائف القيادية، ومنح المتعلمين من أبنائنا موطئ قدم في الإدارة العليا، والأولوية في التعيين، وفقا لمؤهلاتهم ودرجاتهم الأكاديمية والمهنية، ثم أولا وقبل كل شيء، أن تصبح قرية الشقلة عوج الدرب جزءا من المجتمع الصناعي الجديد، وينعم أهلها ببعض خيرات أرضهم، من ناحية الخدمات المقدمة، خاصة الكهرباء، وتتم إعادة بناء المدرسة، ورياض الأطفال، والنادي الثقافي الاجتماعي، والملاعب، وهدم حائط الذل والهوان، الذي يفصلنا عن أسيادنا الجدد، لننعم بالأمن الذي يقتصر عليهم وحدهم..
آخر الكلام..
الشقلة عوج الدرب، أسسها حفيد الشيخ إدريس ود الأرباب، والذي أشتهر بلقب عوج الدرب، لأن القوافل التجارية التي كانت تسلك درب الجمل، كانت تغشاه في غدوها ورواحها، طمعا في كرمه، فغيرت طريقها، ومن تلك القرية الصغيرة الوادعة، خرج الفنان محمد الصادق عليه رحمة الله في خمسينات القرن الماضي، وإليها ينتسب الراحل أحمد المصطفى، والشاعر الفحل محمد ود الراضي، فهل يستطيع شوية لصوص أن يمحو تاريخ هذه الأرض المباركة؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى