إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبدالملك يكتب : هل قتله أحباش متفلتون؟؟؟ حاشا وكلا!!

من قتل البطل السوداني الشهيد، عليه رحمة الله، ويتم أطفاله، وحرق أفئدة أهله وجيرانه وعشيرته؟ هل قتله الأحباش؟؟ حاشاهم، فقد قتلناه نحن بكلتا يدينا.. قتلناه، حين هزمت سرية مظلات مصرية، الدولة السودانية بأكملها، وجعلونا نخجل من أننا سودانيون، يمتد نسبنا إلى الإمام المهدي والأنصار، الذين ركعوا مدافع المرديم وجعلوها تسجد أمام لمعان سيوفهم، وأذاقوا بريطانيا العظمي الذل والهوان، لأول مرة في تاريخها!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل ألف مرة، حين سقنا أولادنا للموت في أحراش الجنوب، باسم الجهاد، وجلسنا نذبح الغزالة ونلتقي سيدنا جبريل عليه السلام، على أطراف مدينة الجيلي، ونرسل إليهم الخرافات والأكاذيب، وندفعهم نحو مزيد من الموت، ثم نقيم لهم عرس الشهيد، قبل أن نقتطع جنوبنا الحبيب من جسد الوطن!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل حين أرسلنا فرقة مدججة بالسلاح، لتعمل قتلا في أبنائنا، أمام بوابات جيشنا العظيم، الذي فشل في حقن دماء فلذات أكبادنا، لنثلج صدور عبد الحي يوسف والأشرار الذين معه!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، يوم سلمنا أمر تسليح جيشنا للسمسار الفلسطيني، ليورد إلينا الأسلحة التالفة، ونقبض نحن منه ثمن الخيانة!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، يوم قدمنا أطفال غزة على أطفالنا، وأصبح إسماعيل هنية ضيفا ثابتا على عائدات بترول الجنوب، وبدلا من أن يشكر النعمة، وصف دولة الجنوب بأنها لقيطة، لأنها إنفصلت وحرمته من النقاطة!!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل يوم نقلنا كل أموالنا إلى القاهرة، وأنفقناها في شراء الشقق الفاخرة، وأودعنا ما تبقى منها في البنوك المصرية!!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل حين إنشغل قادة جيشنا العظيم بالوزارة والسفارة والإدارة، على حساب التأهيل والتدريب والتسليح!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد، عندما أتينا بسفهاء العالم، لنقتل حسني مبارك، وندمر السفارات والأساطيل الأمريكية، ونضع مصير الوطن بأكمله على كف عفريت!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، عندما شرعنا للفساد والتحلل، وعندما أصبح رئيسنا يطلبون منه مغادرة المدن في أنصاف الليالي، لأن الضيوف القادمون إليها لا يريدون رؤيته!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، عندما أصبح قادتنا مطلوبين للعدالة، ويكابرون بأنها تحت أحذيتهم، ثم يهربوا من جنوب أفريقيا في مشهد ميلودرامي ما زال العالم يتلذذ به!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، لأن رئيسنا كان يفاخر بأنه جاءته دعوة للجلوس إلى جانب ترامب، ثم يأتيه الخبر اليقين، بأن اليانكي لا يرغب في رؤيته، فيعتذرون منه بسحب الدعوة!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، عندما جلسنا نتفرج على المصريين وهم ينهبون خيرات حلايب، ويغيرون خريطتها الديمغرافية، وبدلا من أن نقول لهم كفاكم، أعطيناهم الولاية الشمالية فوق البيعة!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، لأننا نبذل الملايين للصعلوك التونسي، صاحب قناة المستقلة، الذي إنقلب على الحركة الإسلامية بعد قفل الحنفية، وحرمنا إعلاميينا في تلفزيون الدولة ثمن ساندويتش الفول والطعمية، دع عنك البدلة الجديدة!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، لأن الناطق الرسمي باسم قواتنا المسلحة لا يجيد النطق!!
نعم، نحن من قتلنا الشهيد البطل، لأننا دائما نمد حبال الصبر، ونحتفظ بحق الرد، فأصبحنا غثاءا كغثاء السيل، لا يبالي الله بنا…. وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا كيزان…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى