سياسة محلية

المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء يوضح تفاصيل لقاء رؤساء التحرير

كتب : فائز الشيخ السليك
حول حقيقة لقاء حمدوك مع رؤساء تحرير الصحف
ظللتُ أتابع منذ البارحة عدداً من كتابات عدداً من الزملاء الصحافيين والصحافيات، وبيان أصدرته ” شبكة الصحفيين السودانيين” يصب في ذات اتجاه النقد الموجه للفريق الإعلامي لمكتب رئيس الوزراء، ولوزير الإعلام فيصل محمد صالح، ووكيل الوزارة الرشيد سعيد يعقوب، وجاء النقد بسبب لقاء تم تنظيمه لرئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، مع بعض رؤساء تحرير الصحف اليومية، مثلما قرأتُ نقداً منذ فترة تم توجييه لي شخصياً بسبب تصريحات حول حصاد القمح للموسم الشتوي بمشروع الجزيرة بعد أن نظمتُ زيارةً للمشروع لـ (16 صحافياً وصحافية ) كانوا يمثلون اذاعات ومحطات تلفزيونية، ومثلتُ خلالها مكتب رئيس الوزراء في شهر أبريل المنصرم.
المؤكد أن النقد هو أول خطوات البناء، وأن العمل العام يظل هدفاً للنقد أو الهجوم الموضوعي وغير الموضوعي، أو المواقف التي تبنى على العاطفة ( محبة/ كراهية ) أو الذي يبنى على معلومات خاطئة أو غير دقيقة، أو قد تكون مضللة أحياناً.
شخصياً لا اغضب من اي نقد، لأنني ظللتُ طوال عمري المهني، والذي تجاوز ربع قرن، أوجه نقدي لما أراه غير صحيح، ولا أود هنا أن أٍسرد تاريخي المهني، أو مواقفي السياسية، بقدرما جاءت الاشارة إلى أن من ينقد الناس عليه أن يتوقع نقد الآخرين له،الم وأن يختبر مع نفسه قدرته على تحمل الآراء الناقدة/ المضادة، أو المهاجمة بدون أي سند، أو تلك التي تجئ في سياق التَنمر، أو حملات شواء وكراهية,
هنا سوف أتحدث عن الموضوعين، ( لقاء رؤساء تحرير الصحف، وزيارة مشروع الجزيرة) لأنهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض. وأبدأ بالأولى، لأنها الأخيرة زمنياً والأكثر أهمية، وأؤكد الآتي:-
1- لقاء ؤساء التحرير جزء من حلقات متعددة شرعنا في اعدادها وتنفيذها، بناءً على ا استراتيجية وخطة للعمل الإعلامي، ولا تزال الاستراتيجية في بداياتها، وهي قابلة للنقد والتطوير، ونرحب بكل الملاحظات والآراء لا سيما من الزملاء والزميلات في الوسط الصحفي,
2- شملت الخطة لقاءات مع اعلاميين متخصصين، أو مراسلين، وقد بدأنا الخطة بتنظيم رحلة لمشروع الجزيرة، في شهر أبريل الماضي، بغرض نقل اخبار ايجابية حول حصاد القمح، وانتشال الناس من حالة الاحباط التي يعيشونها، وسيطرة الرسائل السلبية، في وقت تشع فيه بوارق الأمل، ومن وجهة نظري فقد حالفنا التوفيق في ذلك، والدليل أن نجاح الموسم الشتوي صار معلوماً للجميع، وأن ملحمة المزارعين في حقول الإنتاج صارت مفخرة لنا جميعنا.
3- نظمنا في يوم الخميس الماضي، الموافق الحادي والعشرين من مايو الجاري، لقاءً مع وزير الدولة بوزارة الخارجية الأستاذ عمر قمر الدين، وركزنا الدعوة على مراسلي وكالات الأنباء، والفضائيات بالخرطوم لأن الموضوع مرتبط بتحركات ايجابية بذلها رئيس الوزاء الدكتور عبد الله حمدوك، لتحريك الساكن في قضية سد النهضة،.
4- ظلت اللقاءات محدودة بسبب جائحة الكورونا والاجراءات الاحترازية والصحية المرتبطة بالتباعد الاجتماعي، لذلك ظللنا نحرس على تحديد عدد كل مجموعة، وحصره في أضيق نطاق، وتقليل عدد الحضور والحرص على تنظيم الفاعليات داخل قاعات مناسبة تقلل في سعتها واعدادها من حطورة التزاحم، وليس أمامنا خيارات آخرى، بما في ذلك تنظيم اللقاءات عبر تقنية الفيديو كونفرينس، لضرورة اللقاءات المباشرة، ولأهميتها ولإدراكنا بأهمية الحصول على المعلومات في وقتها ومن مصادرها الأولية.
5- سستواصل اللقاءات وستكون هناك مبنابر شهرية لرئيس الوزراء، حول قضايا الراهن، مثلما ستكون هناك لقاءات مستمرة مع الوزراء والمسؤولين في الدولة لتمليك المعلومات للصحافة.
6- نرفض وصفنا بعقلية ” النظام القديم” وتمييز رؤساء التحرير، أو بعضهم على بقية الزملاء، فنحن آخر من يفكر بعقلية النظام القديم، والتي ظللنا نحاربها منذ اليوم الأول لبيان الانقالاب، وشخصياً كنت ضمن أكثر المتضررين من سياساته الاعلامية، ولا أود هنا الى ذكر مواقف، أو التذكير بما ظللت أعانيه، لن أكون ضمن جوقة تعزف ذات الألحان الجنائزية القديمة، ولست من الذين يصنفون الصحافيين الى ” كرام ولئام”؛ مثلما ظل منهجي الفكري الذي أتبعته يرفض التقسيمات على أي أسس ؛ سواءً كان طبقية/ ثقافية، نوعية، أو عرقية. ومع احترامي لوجهات النظر المتباينة، واعتقادي في حسن نوايا كثيرين وكثيرات من الذين انتقدوا الدعوة، ندرك أن واجب الصحافة هو التحقق، والبحث والاستقصاء.
7- من الصعوبة دعوة جميع الصحافيين والصحافيات في وقت واحد، فلا الزمان ولا المكان يسمحان بذلك، مع التأكيد على أن رؤساء التحرير المدعوين يمثلون مؤسسات اعلامية لا تزال تعمل، بل أن بعضاً من الذين انتقدوا الدعوة عملوا، أو لا زالوا يعملون بذات المؤسسات، ومع نفس رؤساء التحرير!
8 – أما مضوع ” مشروع الجزيرة” فقد كان لزاماً علينا ابراز النجاح، كما أنني لم أتغول على عمل وزير الزراعة مثلما ظن البعض، بل أن الوزير نفسه كان قد زار المشروع قبل يومين فقط من زيارتنا تلك، وتحدث لوسائل الإعلام، وخصصت وكالة السودان للأنباء ” سونا” مساحةً لتصريحاته في حينها، أما تنويري لرئيس الوزراء، فقد كان سببه المباشر هو تسليط مزيد من الضوء، ولو لم يرتبط التصريح بلقاء رئيس الوزراء، لما كان للتصريح صداه، ولو لم يكن التصريح من جانبي عن الزراعة لما لفت الانتباه، فلتقديم الأخبار طرقها، ولنقل المعلومات تكتيكاتها، وللتواصل ابتكاراته، والتي درسناها في قاعات الدرس طلاباً، وتعلمناها من التجارب وممارسة المهنة لأكثر من ربع قرن. ثم أن الناطق باسم الحكومة، أو المتحدث باسم رئيس، ليس بالضرورة أن يكون طبيباً ليقدم تقارير ” الكورونا” ولا دبلوماسياً كي يتحدث أو تتحدث عن العلاقات الخارجية، او اقتصادياً كي يتحدث عن زيادة الأجور، أو خبيراً في الطاقة كي يتحدث عن ظاهر خسوف الشمس، وكسوف القمر.
ختاماً أشكر جميع الزملاء والزميلات، وكل المهتمين بقضايا الوطن وبشأن الإعلام، ونرحب بكل الآراء، وردي هنا، ليس استهجاناً ، بل احتراماً لما كُتب، وتبياناً لما خُفي على البعض، وإيماناً بنسبية الحقيقة، وتأكيداً على حق المواطن/ة في معرفة ما يدور داخل أروقة الحكومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى