إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : أم وضاح.. فاكرة الثورة هاملة؟؟

لو أن الكنداكة شمائل النور، مثلا، أو صائدة البمبان ومعلمة الأمريكان رفقة، أو أية كنداكة أخرى من ثائرات بلادي، قد تحدثت عن البرهان، بمثل ما جرى به قلم السيدة أم وضاح، لذهبنا إلى سعادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، (زحفا) بالدفوف والطبول، لنبايعه طاغوتا جديدا، تماما كما أرادت أم وضاح في مقالها المفخخ، الذي نشرته عبر صحيفة المجهر السياسي، المعادية لثورة شباب ديسمبر!!
حقيقة، سبق أن تابعت حوارا للسيدة أم وضاح في أحد برامجها، عبر قناة الخرطوم، قبل أن تختفي إشارة القناة، لسبب أو لغيره، من على شاشة تلفزيون منزلي، ووجدتها إنسانة رصينة، وتتمتع بحضور رائع، وإدارة عميقة لحوارها مع ضيوفها، وهذا حقها علينا.. ولو لا أن السيدة الجليلة قالت في لقاء على قناة النيل الأزرق، إنها لا تفضل أن يتحدث الناس عن مظهرها، ويركزوا على جوهرها، لزدت وأفضت.. ولكنني أحترم رغبتها، رغم أن التلفزيون صوت وصورة، والصلاة سر وجهر!!
غير أن الأمر قد إختلف، عندما إنتقل التحدي إلى كتابة المقال الصحفي، الذي تحول بعد أستاذنا محجوب محمد صالح، وصحبه العظام، وفي زمن ثقافة الإنقاذ، إلى جملة واحدة من عدة فقرات.. فوقعت السيدة الكريمة في المحظور، وتجاوزت حقها في التعبير عن رأيها، إلى محاولة فرض طاغوت جديد، ودماء شهداء شباب ثورة ديسمبر العملاقة لم تجف بعد!! فهل هذا هو الجوهر الذي تتحدثين عنه، وتريدينا أن نهتم به؟؟ (أمانة ما خربتي جلدا يبقى سقو!!)
بأي حق، وبأية صفة، تعطي أم وضاح (كرت بلانش) للفريق أول البرهان، أثناء إساءتها للمكون المدني الذي صنع الثورة، حتى يقرر في أمر حسمته الوثيقة الدستورية، ووقع عليه الفريق أول حميدتي، نيابة عن المجلس العسكري الذي كان يرأسه البرهان نفسه، وتشكلت بموجبه الخلطة السحرية الحاكمة الآن؟؟
ثم كيف تتحدث السيدة الكريمة، عن أمر البعثة الأممية، بتلك الطريقة، التي كانت عبارة عن نسخ ولصق لما يقول به جهلاء القرن الحادي والعشرين؟؟ وهي، كما هو واضح من اللغة التي إستخدمتها، لم تكلف نفسها، حتى عناء إلقاء نظرة خاطفة على محتوى ومضمون خطاب الدكتور عبد الله حمدوك إلى الأمم المتحدة في ذلك الصدد؟ يا رباه، ما هذا الذي يحدث، كما يقول معلقو كرة القدم الخليجيون!!!
إن هذه الثورة المباركة، التي يرونها متعثرة، سوف تتخطى جميع العوائق والعقبات التي يضعونها في طريقها، الواحدة تلو الأخرى، وسوف تنتصر.. كيف؟ لا أدري!
آخر الكلام
نقلوا عن أحد أولياء الله الصالحين في منطقة شرق النيل، أنه حذر جعفر نميري من إتمام زيارة كان ينوي القيام بها إلى قرى العسيلات، ولكنه لم يسمع الكلام، فركب رأسه وذهب، وبعد عودته إلى الخرطوم، سافر فورا إلى أمريكا، وكان ذلك آخر عهده بالحكم.. وحدث نفس الشيء مع عمر حسن، الذي ذهب إلى السديرة الغربية ليفتتح المستشفى، فانتهى إلى ما إنتهي إليه نميري.. أما الخال الرئاسي الطيب مصطفى، الذي إعترف بأنه عقد اجتماعا في العسيلات، فقد وجد الشرطة في إنتظاره بعد يوم من عودته إلى حوش بانقا فرع كافوري!!
إيه اللي وداك هناك يا مرسي؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى