إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب :مع إقتراب موعد ملء السد.. هل قرر المصريون إشعال الحريق؟؟

 

في أي سياق، يجب أن نقرأ خطاب وزارة الخارجية السودانية، إلى مجلس الأمن، الذي طلبت فيه تشجيع جميع الأطراف المعنية بملف سد النهضة، على الامتناع عن إتخاذ أية إجراءات آحادية، تؤثر على السلم والأمن الإقليمي والدولي؟ هل نقرأه في سياق التوترات الأخيرة على الحدود السودانية الأثيوبية، ومنطقة جبل مرة، أم في سياق الاتفاق الذي عقدته مصر مع جنوب السودان، لإنشاء قاعدة، (لم يقل أحد إنها عسكرية)، على حدود منطقة بني شنقول، أم نقرأه في إطاره الصحيح، وهو بداية عودة السودان إلى بيت الطاعة، وعفا الله عما سلف، وملعون أبو حلايب وما جاورها؟؟
من المؤكد، أن الاتفاق المصري الجنوب سوداني المفاجئ، على الأقل بالنسبة لأمثالي، سيضع الحكومة الإنتقالية في موقف لا تحسد عليه، فالحرب إن قامت هذه المرة، ستكون بعيدة عن المدن المصرية، وأن الحريق إن إشتعل، فإن السودان بشماله وجنوبه، هو الذي سوف تلتهمه النيران.. فما ذكره المسؤولون الجنوبيون الذين أكدوا حقيقة الإتفاقية، من أن القاعدة المقترحة، ستخصص لعمليات التنمية في الجنوب، لهو كذب صراح.. وجمهورية مصر العربية التي تحاصرها أزماتها الاقتصادية الداخلية، وتثقل كاهلها الديون (المتلتلة)، ويطاردها شبح سد النهضة، ليس لديها الوقت ولا القدرة على تنمية بلد إختار أهله الإقتتال والفساد، بديلا للإستقرار والنماء، إن لم تكن تطمع في ثرواته!!
الخبراء العسكريون وحدهم هم الذين سوف يقولون لنا كيف ستكون ردود الفعل الأثيوبية، على الحصار الذي فرضته عليهم مصر، من جهة حلايب، والقاعدة التي بنتها على البحر الأحمر، ووجودها العسكري في أريتيريا، ثم أخيرا قاعدة بني شنقول (تحت الإنشاء)!! كما أنهم وحدهم، الذين سوف يقولون لنا كيف تصل مصر بعتادها إلى حدود النيل الأزرق مع جنوب السودان، خاصة وأن الوصول إلى هناك، إما أن يكون عبر الأراضي الكينية، إذا إستخدمت مصر البحر في عمليات الإمداد اللوجيستي، أو لجأت للخيار الأسهل والأرخص، عبر الأراضي والأجواء السودانية، وهو الإحتمال الذي نرجحه، في ظل المقدمات والمؤشرات غير المريحة، التي نراها!!
لكن، في المقابل، هل يسير السيناريو المصري بالسلاسة المتوقعة، أم قد تعكر صفوه تحركات إقليمية ودولية، تدفع بأثيوبيا إلى إتخاذ إجراءات إحترازية، ربما تكون من ضمنها عمليات عسكرية برية إستباقية داخل أراضي جنوب السودان، لتعطيل أوتدمير المشروع قبل أن يبدأ تشييده؟؟
على كل حال، سوف تنشط المنصات الإعلامية خلال اليومين القادمين، وسيخرج علينا هاني رسلان، ومجدي شندي وعمرو أديب بالكثير من القراءات التحليلية، وجميعها مقززة، وسنجلس نحن على أرصفة القنوات التلفزيونية العربية لنتفرج، لأن مراسلي تلك القنوات عندنا، لا يستنضفون عند إختيار الضيوف، الذين لا يجلب لنا حضورهم كمشاهدين، غير السقم!!
آخر الكلام..
أفرزت الجمعيات الأدبية في المدارس التي وضع مناهجها الكفار، الكثيرين من الأدباء والشعراء، الذين جمعوا ما بين المعرفة، والقدرة على التعبير، ويحضرني في هذه المناسبة المحلل السياسي، الدكتور مضوي محمد حمد، الذي أتمنى له عاجل الشفاء، حتى يعود إلى أهله وناسه ووطنه.. فهو إبن شرعي للجمعيات الأدبية، التي خلقت منه أستاذا على أعلى مستوى، في فن الحديث والإلقاء، منذ صباه الباكر..
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى